قرابين خالدة | بقلم الاستاذ محمد يوسف آل مال الله
جَسَدٌ بَقَى فَوْقَ الثّرى مَيْدَانَا
خَيْلُ الْعِدَا مِنْ عَدْوِهَا قِيْعَانَا
قَتَلُوا الْحُسَيْنَ وَطِفْلَهُ بِسِهَامِهِمْ
حَتّى غَدَا مِنْ جُرْحِهِ قُرْبَانَا
وَرُؤسُهُمْ فَوْقَ الرّمَاحِ مَنَائِرًا
تَتْلُوا الْكِتَابَ وتَقْرَأُ الْقُرْآنَا
وَصُدُورهُمْ أضْحَتْ مَيَادِيْنَ الْعِدَا
بِالسّيْفِ تَمْلَؤ بِالدّمَا وُدْيَانَا
مِنْ عُصَبَةٍ مَلَؤا النّفُوْسَ ضَغَائِنًا
خَسِرُوا الْجِنَانَ وَحَسْبُهُمْ نِيْرَانَا
قَتَلُوا الصّلَاةَ وَوِرْدِهَا بِنِبَالِهِمْ
بَلْ مَزّقُوا الْإسْلَامَ والإيْمَانَا
بَاعُوا الضّمَائِرَ والنّفُوْسَ بِغَيّهِمْ
بَلْ بَايَعُوا الطّاغُوْتَ والْأوْثَانَا
تَرَكُوا الْهُدَى طَوْعًا إلَى أشْيَاخِهِمْ
نَهَبُوا الْحُقُوْقَ وَمَزّقُوا الدّيْوَانَا
عَمْرٌ وَشِمْرٌ وَالْجَحَافِلُ نُكّصًا
نَشَرُوا الضّلَالَ مَحَبّةً طُغْيَانَا
جَمْعٌ مِنَ الْأوْغَادِ وَالْأحْقَادِ قَدْ
هَتَكُوا النّسَاءَ وَهَشّمُوا الأبْدَانَا
لَمْ يَرْحَمُوا طِفْلًا رَضِيْعًا إنْ بَكَى
بِسِيَاطِهِمْ قَدْ زَلْزَلُوا الأكْوَانَا
وَخِيَامُ آلِ مُحَمّدٍ مَحْرُوْقَةً
طِفْلُ الْحُسَيْنِ لِفِعْلِهِمْ حَيْرَانَا
فَرّوا وَمَا فِي الْبِيْدِ مِنْ أَمْنٍ لَهُمْ
إلّا ظَلَامٌ يُخْرِسُ الْإنْسَانَا
رَحَلُوا وَمَا فِي الْقَلْبِ مِنْ جَلَدٍ بَقَى
تَرَكُوا الْجُسُوْمَ عَلَى الثّرَى عِنْوَانَا
فِي الْكُوْفَةِ الْغَرّاءِ قَدْ نَكَثَتْ لَهُمْ
مِنْ بَغْيِهَا عَهْدًا مَضَى أزْمَانَا
لَمْ يَذْكُرُوا خَيْرَ الْإمَامِ الْمُرْتَضَى
بَلْ قَدْ نَسُوا مِنْ فَاهِهِ تِبْيَانَا
يَا وَيْلَهَمْ كَيْفَ الْحُسَيْنُ وأهْلُهُ
صَرْعَى عَلَى حَرّ الصّعِيْدِ هَوَانَا
رَحَلُوا وَمَا لِرَحِيْلِهِمْ مِنْ غَيْبَةٍ
يَبْقَى الْحُسَيْنُ مَنَارَةً وَضَمَانَا
محمد يوسف آل مال الله