الرئيسية / مقالات / إكسير الحياة

إكسير الحياة

لغة الإصغاء.. هي لغة صماء، إلا من تعابير الوجه ورفة الجفون ولمسة اليد.
هي لغة عميقه بالمعاني برغم أنه لايتم استخدام حروف فيها.
لغة الإصغاء بمثابة إكسير للحياة،
فبه ترد الحياة لروح ظمأى للمؤازرة أو ربما للنصرة أو لجواب على تساؤل
إن كنت ممن لا يجيدون الإصغاء فأجزم أنك تعاني من مشاكل جمة في المنزل أو العمل أو حتى على الطريق.
لذا عليك تعلمه على الفور ؛
فبه راحة لمن تصغي له، وبالتالي لك؛ لأنك بثثت الراحة في نفس عليلة بإصغاءك.
البعض يتضجر من الإصغاء ويقفل أبواب التواصل مع الآخرين الطالبين للنجدة خلف رواياتهم.
كم من طفل خرس قسرا عن أذى واقع عليه بالمدرسة لأنه لايجد من يصغي لرواياته!
وكم بنتا قد اشتكلت عليها أمور الحياة فتخبطت في دنياها بسبب أنها لاتجد أذنا يسمعها وتجاوب عن استفساراتها!
وكم من شاب تشتعل النار بصدره نحو والده لأنه في كل مرة يفتح معه موضوعا يقابل بالصد بأبشع الأساليب.
ولن أنسى صلب هذه الحياة وقوامها وأقصد بهما الزوجين، إن لم يكن الإصغاء لأحدهما الآخر متواترا ومتبادلا بينهما؛ فلا تستغربوا إن يكن بين أبناءهما أحد الأمثلة السالفة الذكر..

فنون الإصغاء سهلة وبسيطه، وتخلف وراءها خير كثير من راحة النفس والطمأنينة وتجنب الوقوع مرارا في نفس المشاكل من خلال فهم الآخر والتعرف على مكنونات صدره.
إن كنت تجهلها فإليك خطواتها:

*أولا* لتعلم أن كل أمر قد يؤجل في الحياة عدا من يهمك أمرهم.
*ثانيا*  دع ما يشغلك عن المتحدث وتوجه له بكيانك وعينيك وجسدك فذلك يشعره بإهتمامك فيطمئن.
*ثالثا* إن كان لك تعقيب أو ملحوظة، تجنب مقاطعة المتحدث وبإمكانك التعقيب و التوجيه بعد نهاية حديثه.
*رابعا* حثه على الاسترسال من خلال تعابير وجهك وحركة رأسك، ولا بأس أن تمسك بيده إن كان الحديث ذو شجن.
*خامسا* مهما كان الموقف المروي يغيضك كن حذرا من رفع نبرة الصوت أو استخدام ألفاظ نابية، فتلك إشارة سيئة تبعثها للمتحدث تجعله يتجنب اللجوء لك مرة اخرى.

*من المحبذ بعد إنتهاء المتحدث إن لم يكن بيدك حلا ناجعا، إستخدام العبارات التي تساهم في رفع معنوياته وإشعاره بأنك معه.

مارسوا لغة الإصغاء.. لتنعموا بدفء العلاقات ولتريحكم من تشوش العلاقات.. وتتمتعوا بذهن صاف وضمير مرتاح.

هذه خلاصة حياتية إستقيتها من تجاربي ..وأتمنى أن أكون قد وفقت في نفعكم.

بقلمالأستاذة: أم حسن مهدي الخواهر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *