الرئيسية / مقالات / فخ الجندرية

فخ الجندرية

فخ الجندرية

لا شك أن التاريخ حافل بتسلط جنس الرجل على المرأة. وبالتالي فليس من المستغرب أن تكون كثير من الظروف الموضوعية لصالح الرجل وضد المرأة تماما كما هو الحال في علاقة البيض بالسود أو أي أغلبية/فئة “”Majority مسيطرة على أقلية/فئة”Minority” مسيطَر عليها في المجتمعات. لكن بالمقابل، فإن كثيرا من الحركات النسوية تتعامل بعدائية مع جنس الرجال بشكل عام وكأن الرجل هو الذي ظلم المرأة وهذا يلاحظ بشكل أوضح من الصراع ضمن أي نزاع فئوي آخر سواء كان عرقي أو ديني أو طبقي.
من ظَلم الأقليات هو النظام الذي أعظى للفئات المتسلطة امتيازات privileges على غيرها، وقليل من يحكّم إنسانيته ليرفض الامتيازات الظالمة. بالتالي فإن وجود حراك نسوي يهاجم الرجال كفئة بشكل عام ويغفل السلطة التي أخلّت التوازن بين الجنسين، سينتج فئة أخرى من الرجال تعادي المرأة ووتتهمها بالاستغلال أو لعب ورقة الجندر.
بالطبع، فإن من يطالب بإنصاف الرجل من المرأة كـ “جندر” هم أشخاص مضحكون و مثيرون للشفقة، فإن هذا نفسه ينطبق على مدعيات النسوية اللاتي يتحركن بعدائية واضحة ضد الرجل كـ “جندر” وليس ضد السلطة الممنوحة له ومن أعطاه تلك السلطة. ولنأخذ مثالا هنا قانون التحرش، ففي أغلب البلدان، يكفي المرأة أن تتهم الرجل بالتحرش ليدخل في دوامة لا يعلم كيف يخرج منها حتى لو كانت المدعية لا تملك دليلا. أعود للقول: إن المرأة كـ “جندر” قد ظُلمت بسبب موقعها الفئوي كعنصر مضطهَد، ولكن المضطهِد ليس الرجل كـ “جندر” وإنما الأنطمة التي تحكمت بها الطبقات العليا والتي كانت تحتوي مجموعات محدودة من الرجال التي تلعب على الاختلافات الفئوية بين أفراد المجتمع ومن ضمنها الجندر.

 

الكاتب : د. عبدالله فيصل آل ربح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *