الزّاكيات الباكيات | بقلم الاستاذ محمد يوسف آل مال الله

مُلْقًا عَلَى حَرّ الصّعِيْدِ حُسَيْنُ
تَبْكِيْ عَلَيْهِ مَلَائِكٌ وَعُيُوْنُ

جَسَدٌ تَسَرْبَلَ بِالدّمِاءِ كَأنّهُ الـْ
مُرْجَانِ فِيْ وَسَطِ الْبِحَارِ مَكِيْنُ

تَسْفِيْ عَلَيْهِ الرّيْحُ سَاجِدَةً عَلَى
أضَلَاعِ فَاطِمَةَ الْبَتُوْلِ تُدِيْنُ

عَيْنُ الْحَيَاةِ غَدَا مِنْ رَبّهِ
لِلشّارِبِيْنَ مَنَاهِلٌ ومَعِيْنُ

فِيْ كُلّ عَامٍ لِلْحُسَيْنِ مَنَابِرٌ
يَعْلُو بِهَا ذِكْرُ الطّفُوْفِ مُبِيْنُ

وَمُجَزّرُوْنَ عَلَى الصّعِيْدِ بَوَاسِلٌ
تَبْكِيْ عَلَيْهَا الزّاكِيَاتُ هُتُوْنُ

أطْفَالُهُمْ عَطْشَى وَمَا مِنْ سَاقِيٍ
غَيْرِ السّيَاطِ مَكَابِحٌ وَمُهِيْنُ

فِيْ كَرْبَلَاءِ حَرَائِرٌ مَفْجُوْعَةٌ
فِيْ كُلّ قَلْبٍ غَصّةٌ وَحَنِيْنُ

وَثَوَاكِلٌ بَيْنَ الْخِيَامِ حَوَاسِرٌ
فَقَدُوا الْغِطَاءَ وخِدْرُهُمْ مَأمُوْنُ

سَمِعُوا الصّهِيْلَ وأقْبَلُوا مِنْ رَوْعِهِمْ
فَإذَا الْجَوَادُ لِحَالِهِمْ مَحْزُوْنُ

نَادتْ عَلَيْهِ زَيْنَبٌ مِنْ خِدْرِهَا
والْقَلْبُ مِنْ بَعْدِ الْحُسَيْنِ رَهِيْنُ

جَبَلٌ أشَمّ لَا تَهَابَ نَوَاصِبًا
دِرْعٌ حَصِيْنٌ لِلْأرَامِلِ عَيْنُ

*محمد يوسف آل مال الله*