تبكي الجوارح | بقلم الأستاذ محمد يوسف آل مال الله
جَاءَ الْمُحَرّمُ والنّفُوْسُ نَوَائِحُ
تَبْكِيْ عَلَىْ سِبْطِ الرّسُوْلِ جَوَارِحُ
شَهْرٌ غَدَتْ فِيْهِ الْقُلُوْبُ نَوَاعِيًا
قَدْ هَدّهَا فِيْ كَرْبَلَاءَ مَذَابِحُ
جَمْعٌ قَضَى مَنْ لِلْحُسَيْنِ سَوَاعِدٌ
يَرْجُوْ قَبُوْلاً فِيْ عُلَاهِ وَطَامِحُ
قَدْ بَايَعُوا نَجْلَ الرّسُوْلِ وَأمّهُ
عَهْدًا إلَيْهِ وَفِي النّفُوْسِ بَوَاِرِحُ
حَمَلَوا السّلَاحَ وَمَا مَضَى مِنْ أمْرِهِمْ
أرْضُ الْعِرَاقِ مَضَارِبٌ وَمَسَارِحُ
وَكَذَا النّسَاءُ عَلَى الْهَوَادِجِ حرّةً
تَمْضِيْ عَلَى نَهْجِ الإمَامِ تُصَافِحُ
حَتّى أتَى أمْرُ الْلَعِيْنِ بِضَرْبِهِمْ
يَبْكُوْنَ سِرًّا والْعُيُوْنُ نَوَاضِحُ
يَشْكُوْنَ قَهْرًا لِلإلَهِ وَحَسْبْهُمْ
جَنّاتُ عَدْنٍ يَرْتَضُوْنَ سَوَانِحُ
مَا هَابَهُمْ حَرْقُ الْخِيَامِ وَإنّهُمْ
شَوْقًا إلَى جَسَدِ الْحُسَيْنِ تُرَاوِحُ
وَصَلُوا وَمَا بِالْقَلْبِ مِنْ جَلَدٍ بَقَى
وَالْقَلْبُ مِنْ حَرّ الْهَجِيْرِ صَفائِحُ
حُزْنًا عَلَى تِلْكَ النّفوْسِ الطّاهِرَاتِ
وَمَا بِهًَا.. تِلْكَ الْوُجُوْهُ كَوَالِحُ
خضبوا الشّعُوْرَ دَمًا جَرَى مِنْ نَحْرِهِ
بَيْنَ الْخِيَامِ حَرَائِقٌ وَنَوَاطِحُ
محمد يوسف آل مال الله