الرئيسية / مقالات / دعوا الخلق للخالق | بقلم الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

دعوا الخلق للخالق | بقلم الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: “لا تسأل المرء عن ثلاثة؛ عن ذهبه ومذهبه وذهابه”.

لا يحلو الحديث لبعض الناس إلّا إذا كان في خصوصيات الآخرين وكأنهم يعشقون ويأنسون بتلك الأحاديث التي تمتلأ بالتطفّل على خصوصيات الآخرين.

إنّ من أقبح الأفعال في هذه الحياة هي تلك التي يسعى إليها البعض للتطفّل على خصوصيات البعض الآخر وكأن الحياة فرغت من كل الأمور الحسنة ولم يبقى في هذه الدنيا سوى الحديث عن الآخرين.

الرواية الآنفة الذكر تنهى عن أمور ثلاثة تلخّص العيش بأمن وسلام ومحبة واحترام.

الأولى: لا تسأل المرء عن ذهبه، أي ماله. إذ تكثر الأسئلة عن المال؛ من أين لك بهذا المال؟ كيف جمعته و كيف حصلت عليه؟ كيف وفيما ستصرفه؟
أسئلة تتبعها أسئلة وكأنّ صاحب المال يعيش تحت كنفهم أو يأكل من أموالهم.
ما هذا التطفّل؟
هل جعلوا من أنفسهم قضاة؟
دعوا الخلق للخالق. إن كان مالهم من حلال أو حرام فهذا شأنهم والله وكيل عليهم، لا أنتم.

الثانية: لا تسأل المرء عن مذهبه. الدين والمذهب من خصوصيات المرء ولا يحق لكائن مَنْ كان أن يسأل الآخرين عن دياناتهم أو مذاهبهم، فهم أحرار فيما يؤمنون وفيما يعتنقون؛ لكم دينكم وليَ دين. إنّا هديناه السبيل؛ إمّا شاكرًا وإمّا كفورا. لذا خاطب الله الناس بقوله تعالى: “يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم” ولم يخاطبنا بالمذهب أو الدين.
دعوا الخلق للخالق. إن كانوا مسلمين أو غير مسلمين فهذا شأنهم والله وكيل عليهم، لا أنتم.

الثالثة: لا تسأل المرء عن ذهابه. سفر المرء وحضره أمر يرجع له شخصيًّا، ولا دخل لأحد فيه؛ يسافر أو يقيم، يرحل أو يمكث. لماذا هذا التطفّل على حركة الآخرين؟ أين سافرت ومع مَنْ؟ كم كلفتك السفرة؟ كيف كانت السفرة؟ على أي خطوط سافرت؟
ما شأنكم أنتم؟ الناس أحرار في ذهابهم ومجيئهم.
دعوا الخلق للخالق. إن سافروا أو لم يسافروا، فهذا شأنهم وهم فقط مَنْ يقرر هذا الأمر ولا دخل لكم فيما يفعلون.

إن كان لكم شأن فاسعوا في مصالح الآخرين واجعلوا دوائر تأثيركم أكبر من دوائر اهتماماتكم.

محمد يوسف آل مال الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *