الرئيسية / منوعات / معنى الكوتشينج | بقلم الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

معنى الكوتشينج | بقلم الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

الكوتشينج (Coaching)

وصلني العديد من التساؤلات حول معنى الكوتشينج وما الغاية منه. لذا إليكم هذه المقالة التي تجيب على هذه التساؤلات.

كثيراً ما نسمع عن هذا المصطلح (كوتشينج) وقد كتبت عنه خمس حلقات في الفيس بوك وكانت المقالات موجّه بشكل خاص لمن يرغب في أن يصبح كوتشاً أو ما يطلق عليه بالعربي (مدرب حياة) للتسهيل، رغم أنّ الترجمة لا تصل به إلى المعنى الحقيقي المراد منه، وقد ارتأيت أن أكتب هذه المقالة موجهة لعموم الناس حتى يتسنى لهم الفهم الحقيقي وبعيداً عن الترجمة السطحية كوني حاصل على شهادة الإعتماد (ACC) في هذا الحقل وبما لديّ من إحاطة في هذا الجانب وسأظل استخدم المصطلحات التالية: كوتش ويعني المدرب، كوتشي وتعني المتدرب أو المستفيد بالإضافة إلى بعض المصطلحات الأخرى والتي سوف أعمد على استخدامها بين هلالين عندما استخدم الكلمة الإنجليزية.
بداية الكوتشينج (Coaching) مصطلح أجنبي تم استخدامه لعدم وجود ترجمة عربية تفي بالغرض منه، إلاّ أنّ أقرب معنى لهذا المصطلح هي كلمة التوجيه أو التدريب الذاتي حيث يرتكز على ثلاثة عناصر أساسية هي الكوتش (coach)، الكوتشي (coachee) والعلاقة بينهما (Relationship).
الكوتشينج وسيلة لتمكين الناس بشكل فعّال من العثور على إجاباتهم الخاصة والإشادة بهم ودعمهم خلال الطريق في الحياة بشكل عام حيث يستمرون في اتخاذ خيارات الحياة والحياة الهامة لهم من أجل تحسين أدائهم العملي والاجتماعي.
نتخذ العشرات، بل المئات، من القرارات بشكل يومي للقيام بأعمال محددة ومختلفة، سواء قمنا بها أو لم نقم، فإنّ هذه الخيارات تسهم في حياة عملية أكثر فاعلية أو أقل فاعلية، وهكذا على مستوى واحد، فإنّ عملك يتم تغليفه في ثلاثة مبادئ أساسية هي الوفاء للنفس أو الإشباع الذاتي والتوازن والعملية التي تقوم بها، أي الطريقة ذاتها. وسمّيت مبادئ لأنها ضرورية وحيوية للحياة كما هي العناصر الثلاثة لاستمرار الحريق؛ الأكسجين والحرارة والوقود.
نعني بالوفاء للنفس أي ما يملأ القلب والروح من القيم الإنسانية. أمّا التوازن ونقصد به الموازنة بين ما ترغب فيه وبين ما تنجز من أعمال دون هدر أو إهمال سواء كان متعمداً أو غير ذلك. والعملية هي تلك الطريقة التي تتخذها لإنجاز تلك القرارات ولكن قد لا تلحظ الكثير من الفاعلية التي تساعدك على إتمام عملياتك اليومية بشكل أفضل.
فمهمة الكوتش تنصبّ في أخذ المستفيد في رحلة مكوكية، إن صح التعبير، ليكتشف ذاته وقدراته وقيمه التي تختبئ داخله وفي أعماقه حتى يتمكن من إنجاز جميع مهامه وتنفيذ قرارته بشكل أكثر جودة وفاعلية.
سيعمل الكوتش مع المستفيد على استخدام العديد من التقنيات والأساليب الخاصة بالكوتشينج بناءً على ما تتطلبه الجلسة وخلال الرحلة. فمن تلك التقنيات والأساليب (Fulfillment) وهو العمل على حشذ الهمة وكذلك (Process) أي المعالجة وذلك من خلال الإستماع للشعور الذي يكتسي المستفيد في اللحظة الآنية. وهناك تقنيات أخرى مثل (Balance) التوازن والذي يعمل الكوتش على خلق توازن لدى المستفيد بين ما يريد أن يحتفظ به لنفسه من خيارات والتخلي عن البعض منها بعد تحديد الموضوع (Topic) والنظر في المحتملات (Prospectives) واكتشاف المقيمات أو المحفّزات المختارة (Resonant Choice) باستخدام استراتيجية التكوين والفعل (Co-active strategy) ومن ثم الإلتزام (Commitment) والعمل والتطبيق (Action) كمرحلة أخيرة في هذه الرحلة.
قد يصل المستفيد إلى نقطة انغلاق في التفكير أو التعبير ما يجعل الكوتش يستخدم تقنية التعاضد (Synergy) عبر توسيع النطاق (Expanding Range) ما أمكن دون حدود معيّنة وكسر كل القوانين الحاجبة للتقدّم وذلك من أجل إثارة التحوّل لدى المستفيد وعليه أن يعلم بأنّ هذا التحوّل لا يأتي من الكوتيشنج الآمن أو الروتيني أو حتى التفكير السائد. كما أنّ التعاضد يشمل سرد أو خلق قصص تحاكي الواقع الذي يعيشه أو يتصوّره المستفيد والتي بدورها تأخذه إلى عالم آخر يستنطق بها ذاته ويتحسس من خلالها مشاعره ويتطلع بها نحو غاياته وأهدافه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *