الرئيسية / منوعات / موقف من الحياة

موقف من الحياة

وصال فائت

سعيد وناصر أخوان وحيدان لوالديهما ، بالرغم من أن سعيد هو الأكبر لكنه دائماً يشعر بالغيرة تجاه أخاه الأصغر ناصر رغم عدم تفرقة  والديهما بينهما ، مرت السنوات كبرا ، ومع تقدم عمرهما كانت تكبر الفجوة أكبر وأكبر  في وصالهما ، رحلا والديهما عن الدنيا وكون كل واحد منهما عائلة مستقلة، أصبحا  يلتقيان فقط في المناسبات ولايخلوا اللقاء من بعض المشاحنات التي كان نصيب  الأسد منها لسعيد الذي دائماً يحب النبش في الماضي وتذكر بعض المواقف التي لانفع من تذكرها لينبأ عن قنبلة موقوتة سوف تنفجر بالصراخ  بين الإثنين وإثارة البلبلة ونزع سلام اللقاء بين العائلة واثارة الحزن والبؤس وضيق الصدر ، استمر المنوال على  ذلك وتوالت الأيام وبعد فترة أصيب ناصر بمرض السرطان وخضع لعلاج إشعاعي  ونصحه الأطباء بالإقلاع عن التدخين فهو السبب الأكبر  لتدهور حالته ففعل،  احتضنته عائلته وقاموا بمتابعة مراحل العلاج التي امتدت لسنة تخللها الكثير من القلق  والخوف من قبلهم  لفقده ، سمع سعيد ماحدث لأخيه فأحس بإنه سيفقد الأخ العضيد الذي لايملك غيره في الحياة فأحس برغبة في وصاله قبل أن تفارق روحه الحياة،  فعزم على زيارته مع أبنائه والاطمئنان عليه ففعل وتكررت الزيارات عدة مرات مما جعل ناصر يشعر بالفرح والارتياح بتحسن العلاقة بينه  وبين أخيه وأبنائهما ،مرت الأيام وتماثل ناصر بحمدالله ولطفه للشفاء، وطمأنه الأطباء على صحته وبانه يحتاج للمتابعة بين فترة  وأخرى  للتأكد من عدم عودة المرض له ، ابتهجت عائلة ناصربالخبر الذي وصل لمسامع الجميع  بما فيهم أخيه سعيد ، وفجأة انقطع سعيد عن وصال  ناصر أو محادثته فقام الأخير  بالإتصال ليطمئن عليه فتفاجأ بلهجة أخيه السابقة والمعتادة  فأحس ناصر بالألم يعتصر قلبه وتسائل  في نفسه هل من الضروري أن  يموت ويذرف أخاه حينها عليه وابل الدموع ليحس بقيمته ، اليس هما أخوة والأخ عين أخيه وسنده يعيشان الفرح والحزن معاً  الم يقل رب  العباد ( سنشد عضدك بأخيك ) ،  اليس الأخ عدة البلاء والعصا التي يتكأ عليها وسط عواصف العمر ، أنهى ناصر المكالمة  وهو يتمتم بين نفسه  ما الفائدة من الوصال الفائت يا أخي؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *