العليوات العليوات
نعم مر عام سريعا كالبرق الخاطف على رحيلك يا عمي الحنون أبو غازي وكأنك للتو فارقتنا .
تجدد حزننا على فقدك وفراقك. وعاد شريط الذكريات الجميلة معك يمر بخاطري وتتراءى أمام ناظري تلك الصور الجميلة والمواقف النبيلة التي كانت لك معنا منذ أن وعينا على هذه الدنيا.في أيام طفولتنا أنا وأختي المرحومة صباح ام (حسين) عندما يعود عمنا أبو غازي رحمه الله من عمله في الظهران نتوجه الى حجرته في بيت العائلة لنسلم عليه فيرحب بنا ويقدم لنا قطع الشوكولاته (الباونتي) والتي كانت من الحلويات النادرة في ذلك الوقت فنتناولها مسرورتين مبتهجتين وكأننا ملكنا الدنيا ومافيها .
وعند عودته في احدى الرحلات من الولايات المتحدة احضر معه هدايا لنا أنا واختي وبنات أعمامي والتي كانت عبار ة عن فساتين جميلة. اسعدنا بها وأدخل بها الفرح على قلوبنا الصغيرة.
ومرت السنون وكبرنا وكبر عطاؤه وصلته لنا . وكان دائما يسألني عن سيري في الدراسة ويسعد بنتائجي فيها .
تزوجت وأصبحت لي أسرة واستمر العطاء المادي والمعنوي من هذا العم العظيم .يزورنا في كل مناسبة في الاعياد. وعندما نعود من سفر يصطحب معه عماي أبا عبد الجليل و أبا تركي للسلام علينا. فاسعد برؤيتهم وأسر بلقائهم خصوصا بعد فقدي لوالدي رحمة الله عليه. لأن دخولهم علي كان يشعرني بأن أبي لا يزال على قيد الحياة ولا يزال على صلة بنا فهم امتداد له.
اتذكر عندما عدنا في احدى السنوات من سفرنا للمشاهد المقدسة تفاجأنا بأن عمي ابا غازي قد اشترى لنا ألواناً من الفاكهة هدية عودتنا بالسلامة من السفر.
وكان هذا ديدنه حتى مع بقية أخواتي .
ولم ينقطع عن زيارة أختي (أم حسين) رحمها الله طوال السنوات الطويلةالتي قضتها في مستشفى القطيف ثم في مستشفى فخري بالخبر ولم ينقطع عن زيارتها إلا حين اشتد به المرض.
اسمه عبد الله . وهو اسم على مسمى فقد حقق معنى العبودية لله تعالى من خلال عطائه للآخرين عطاءً مادياً ومعنوياً .كان عطاؤه خالصاً لوجه لله ، لا يريد من أحد جزاءً ولا شكوراً، ولا يناظر الآخرين فيما يقدمه لهم ولا ينتظر المقابل و لا الثمن .
رحمك الله عمي الحبيب . الذي فقدنا بفقده أبانا مرة أخرى وعشنا مرارة اليتم مجددا، ورحم الله والدي وجميع من فقدناه من أحبتنا وأسلافنا ، وجعلك وإياهم على منابر من نور حول محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله في الجنة . وجمع بيننا وبينكم في مستقر رحمته.
ابنة أخيك المحبة لك الحزينة لفقدك/ رباب جعفر آل عيد (أم إياد آل قو أحمد)
