الرئيسية / المجتمع / خادم الإمام الحسين (عليه السلام) .. للكاتب الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

خادم الإمام الحسين (عليه السلام) .. للكاتب الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

امتازت خدمة الإمام الحسين عليه السلام بمزايا قّل نظيرها، فهي تتجسد أمام الناظرين ولا يشوبها الرياء أو تقرب منها المجاملة فهي لا تكون إلاّ عن وعي وإدراك وحس وقبول وتتخللها العزيمة والإرادة مهما كانت التكاليف المادية والمعنوية المصاحبة لها، ذلك أنّها عطاء يتجدد مع الزمن وتظل عبر التاريخ.
بالأمس فقدنا خادمًا للإمام الحسين عليه السلام. إنّه الأخ الغالي المرحوم الحاج مبارك حسين الفضل (أبو ناصر)، فلقد كان لا يألُ جهدًا في البذل والعطاء ويسبق ذلك بوجه تملأه الابتسامة التي تسبق تحيته ومصافحة مَن يلتقيه ويأنس بزائريه، يمازح الصغير ويعطف عليه ويتحدث إلى الكبير ويجِلّه ويحترمه ويوقّر طلبة العلوم الدينية وأهل السماحة والفضيلة.
رجل يحمل بين أضلعه الحب لله وللنبي محمد وآله وكرّس حياته لخدمتهم وإقامة الشعائر الدينية باسمائهم سنة بعد أخرى باذلًا ماله ووقته وجهده وأبناءه كي يحظى بالقبول قربة إلى الله تعالى، لقد غرس في نفوسنا معنى العطاء وخدمة أهل البيت عليهم السلام.
كم من المواقف التي جمعتني به وكان سبّاقًا في إبداء مساعدته لي وكان آخرها عندما سألني لماذا لم تغرس نخلة في بيتك؟ ابتسمت وقلت له: على يدك، البيت بيتك فاغرسها أنت. لم تمضي أيّامًا حتى كانت واقفة. ستظل هذه النخلة سامقة أروّيها بالماء واتعهدها بالغذاء حتى تثمر وكلّما نظرت إليها ذكرت اسمه وقرأت على روحه الطاهرة سورة الفاتحة ودعوت الله له بالرحمة والمغفرة.
لقد رحل بجسده ولكنّه ترك لنا آثارًا نحتذي بها وأبناءً بارّين به إن شاء الله تعالى وعلى رأسهم الأخ العزيز ناصر.
العطاء سمة العظماء وليس ثمة عطاء أكبر من خدمة الإمام الحسين عليه السلام. أنا على يقين بأن اسمه وذكره سيظل ملازمًا ومقترنًا بالإمام الحسين عليه السلام كلّما صعد شيخ أو خطيب المنبر الذي سعى جاهدًا على أن لا يفتأ عن ذكر الإمام الحسين عليه السلام، فالشيخ أو الخطيب لا ولن ينسى ذكره والترحم عليه والدعاء له وقراءة سورة الفاتحة على روحه الطاهرة.
رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه وحشرك مع النبي محمد وآله عليهم السلام ونسأل الله أن يلهمنا وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنّا لله وإنّا إليه راجعون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ورحم الله من قرأ وأهدى له ولأسلافه وللمؤمنين والمؤمنات سورة الفاتحة.

محمد يوسف آل مال الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *