الرئيسية / مقالات / الأخصائي النفسي: حسين آل ناصر … كورونا والقلق

الأخصائي النفسي: حسين آل ناصر … كورونا والقلق

لاشك أن انتشار أي مرض يسبب هلعاً وخوفاً للناس ويجعلهم في قلق وترقب مستمرين تغزوهم الأفكار والتوقعات السلبية وينتابهم التوتر والحيرة والصراع، منقسمين بين باحث عن الأمل وبين مبالغ في ردود فعله السلوكية والنفسية.
منذ إعلان أول حالة في الصين في نهاية ديسمبر 2019 شغل فيروس كورونا المستجد (COVID- 19) الرأي العام فأصبح حديث المختصين والنخب والمثقفين ووسائل الإعلام.
ولعبت المنظمات الصحية دوراً فاعلاً في توعية الناس بطرق انتقال الفيروس والوقاية منه عن طريق غسيل الأيدي المستمر بالماء والصابون أو المعقمات، وتجنب مخالطة المصابين أو الذين يحتمل أن يكونوا مصابين ولو بتشابه أعراضهم مع أعراض الكورونا، بالإضافة إلى أنها أوصت بالابتعاد عن المصادر التي تهدف للتهويل وتقديم الشائعات والمعلومات الخاطئة، وترك المتابعة المستمرة للبرامج التي تتحدث عن المرض والمرضى والموتى بالفيروس.
علاوة على ذلك، لعبت هذه المنظمات دوراً في البحوث العلمية المتعلقة بالمرض، ولا تزال تسعى جاهدة لصنع لقاح له.
وأمام تلك الجهود نجد في الجانب الآخر بعض من يغرد في وسائل التواصل الاجتماعي خارج السرب فيقدم صورة مخيفة سوداوية وآخر يقدم وصفة خاصة للمناعة، ومدعٍ يهدي منظمة الصحة العالمية علاجا سحريا ، ومن ذا وذاك وغيرهما يولد للأسف ضحايا جدد للقلق.
ترسم المعلومات المشوهة خارطة طريق للقلق، فمن جهة تساعد في إثارته، وقد تقوم بدور معزز لاستمراره من جهة أخرى.
يظهر القلقون أعراضاً متعددة مثل الفحص المستمر للتغيرات في جسمهم والمبالغة في أعراضهم، بالإضافة للقراءة المستمرة والبحث في المستجدات والتي قد لا تؤخذ من مصادرها الرسمية، كما أنهم يطبقون التعليمات والتحذيرات على أكمل وجه ويتجنبون مخالطة الآخرين خوفا من انتقال العدوى منهم أو إليهم، فتتأثر أنشطتهم المهنية والاجتماعية، وقد ينعزلون ويعيشون الوحدة والاكتئاب.
يقدم المختصون النفسيون برامج للدعم النفسي والاجتماعي لحالات الطوارئ، وهي برامج عالمية تتضمن التثقيف النفسي بالمرض والأعراض وكيفية الانتقال والوقاية وخيارات العلاج، بالإضافة لتدريبات الاسترخاء، وإعادة البناء المعرفي حيث تتعدد الخيارات وبدائل التفكير وبدلا من حشر الأفكار في زاوية ضيقة سلبية، يساعد المعالج المريض بالنظر لزوايا أخرى منطقية مثل عوامل الخطر ونسبة الشفاء بالإضافة لجهود المنظمات الصحية في برامج البحث والوقاية والعلاج.
الكاتب الأخصائي النفسي الأول: حسين آل ناصر
ماجستير علم النفس الإكلينيكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *