الرئيسية / مقالات / وهم السعادة والخداع الذاتي

وهم السعادة والخداع الذاتي

وهم السعادة خادع للمرء بحيث ليس من السهل اكتشافه، إلا بالمزيد من التدقيق مع القليل من مراجعة النفس. هو كالوهم البصري، أو ما يسمى بالخداع البصري. فالسعادة الواهمة هي عبارة عن إختلاق سعادة غير حقيقية لتحقيق بعض المتع الظاهرة، كما يُستخدم الخداع البصري في أعمال الديكور مثل إيجاد جدار غير حقيقي، فهو جدار وهمي، أو كما يستخدم محرك العرائس والدمى أدواته ليوهم المشاهدين فيما يرون. لذا تُؤثر الأوهام عادةً على حاسة الإنسان أكثر من رؤيته. بينما يُعد الخداع البصري أكثر أنواع الوهم شهرةً وتفهماً. ويأتي التركيز على الخداع البصري من أن حاسة البصر تُسيطر على الحواس الأخرى في معظم الأحيان. فعلى سبيل المثال، يعتقد من يشاهد خدعة التكلم الباطني أن الصوت قادم من العرائس، لأنهم يُشاهدون أن العرائس قادرة على تحريك فمها مع الكلمات.
عندما يستغرق الإنسان، مثلاً، في متابعة الإعلانات التجارية، والبحث عن كل جديد في الأسواق، ويجد متعته في ذلك، من الصعب إيقافه أو تخفيف سرعته تجاه حبه واِنتشائه بالماركات وتفاصيلها وانواعها، هو يغني على ليلاه ويظن أن ليلاه هذه تجلب إليه السعادة. هذا يتغنى بالملابس، وتلك تتغنى بآدوات الزينة، ذاك يتغنى بالدراجات النارية، وتلك تتغنى بتسريحات الشعر…إلخ. هذا الاستغراق حيث يظن المستغرق أنه سعيداً، يتحول أحياناً إلى قلق وتوتر عندما يصبح مادة للتسابق والتفاخر، ما يلبث أن يتحول إلى وسواس وهوس. إن وسواس السعادة – الواهمة – يُشكل غالباً عقبة أمام السعادة: أولاً لأن المجتمع التجاري يجعلنا ننساق وراء العديد من الوعود المزيفة بالسعادة المرتبطة باستهلاك الأشياء، وبالمظهر الجسدي، وبالنجاح الاجتماعي، وغالباً ما ينتقل أولئك الذين يستسلمون لها من لذات مُشبعة إلى لذات جديدة غير مُشبعة، أي من حرمان إلى حرمان. وثانياً لأن مذهب المتعة المعاصر يكون ثمنه غالباً حرمان مُكلفٌ جداً، لكن السعادة، كما كانت النجاة قديماً، تستحق ذلك
في المقطع المرفق أفكار ربما تأخذ المرء نحو السعادة الواهمة وكما يسميها الكتاب المعني بالمقطع “لصوص السعادة
“El Zatoona –  سر السعادة الاعظم هو ….. – ملخص كتاب لصوص السعادة الخمسة” للمشاهدة اضغط هنــا

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *