الرئيسية / مقالات / هل نحن متوازنون؟

هل نحن متوازنون؟

بعضنا لا يعرف متى وكيف يتوقف. سريع الانخراط مع الموجة الآتية. موجة عبادية، رياضية، نزهة، عمل وظيفي، مهمة منزلية، وظيفة عائلية. يستغرق فيما يأتية أو يقابله من مهام فتفلت منه الأولويات وبالتالي لا يسعفه وقته اليومي حتى لتأدية أساسيات حياته أو برنامجه. هذا الاستغراق والانخراط بلا توازن، مع مرور الزمن، يأخذان المرء نحو التأفف لعدم الانجاز، ولوم النفس لعدم إكمال الأعمال، والندم على ضياع الحياة دون تحقيق الأهداف الحقيقية فيها واهمها عدم العيش في سعادة مع النفس والغير.

التوازن المطلوب من اجل السعادة وراحة البال يحتاج إلى ان يكون عند الفرد إيمان وقناعة تساعده على ترتيب أولوياته عند تعارض أو تزاحم المهام والأعمال التي يجب عليه القيام بها. أيهما يُقدم على الآخر الصحة أم العبادة مثلاً ؟ ،أيهما له الأولوية على الأخر سعادته الشخصية أم راحة الآخرين وسعادتهم؟، مشترياته الكمالية أم ضروراته الصحية؟، دراسته وعلمه أم طعامه وشرابه؟, منزل السكن أم السيارة؟، الثقافة أم المال؟, الصداقة أم الأهل؟، الثروة أم الصحة؟، التدين أم الأخلاق؟، النزاهة أم القناعة؟، وهكذا دواليك من عمليات التفاضل التي يعيشها المرء كل يوم وساعة، ولا يمكن حسمها إلا بمعرفة وإيمان الفرد وحكمته وقدرته على فرزها.

التوازن الجالب للسعادة هو ما يجعل المرء راضياً بما يفعل، بما يقول، بما يملك، بصداقاته، بزوجه وأولاده، بمعرفته لسلبياته وإجابياته، بعمله، بقدراته. هو التوازن ما بين الطموحات والامكانات. هو التوازن بين ما نأمل وما نتمكن. هو التوازن بين ما نحلم به وما نقدر عليه. هو التوازن بين قوتنا وضعفنا. هو التوازن بين شجاعتنا وجبننا. هو التوازن ما بين قدرتنا على الاقدام وقدرتنا على التوقف. ولتحقيق هذا التوازن يحتاج المرء أن يعمل على تنشيط ذاكرته بين فينة وأخرى بتذكر أولوياته واهدافه في الحياة، وتفعيل كل أيقونة في جسده وروحه من جديد لتسلك مسار أهدافه ولا تحيد عنها.

في المقطع المرفق رأي حول كيف أن البعض قد يخسر 70% من حياته وأمكانياته فيما لا يستحق.

“الحقيقة المرة” للمشاهدة هنـــا

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *