الرئيسية / مقالات / ما هي صورتك عند نفسك؟

ما هي صورتك عند نفسك؟

لكل واحد منا صورة ما عن نفسه في ذهنه. هذه الصورة هي نتيجة قراءته لنفسه. وهي صورة تستمر في التبدل والتحول في كل مرحلة عمرية من الطفولة إلى الشيخوخة. خلال مرحلة الطفولة يبني المرء لنفسه صورة تتشكل من خلال تعليقات والديه، أخوانه، أخواته، أقرانه، وأقربائه، ويضيف عليها هو لمساته من خلال مقارنته نفسه بأقرانه، أو من خلال مشاهداته ومعايشته لبيئته. فالأقوال لها تأثير كبير عليه، وعلى بقية الأعمار أيضاً، ولكن تأثيرها على الأطفال أكبر وأبقى. قد تصبح صورته في نفسه بأنه البطل، أو الذكي، أو المبدع، أو الخارق، أو الملاك، أو الشيطان، أو الكسول، أو المجرم، أو المغرور، أو البليد، أو الدكتور…إلخ. ثم، سنة بعد أخرى، ومع الإنتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى، ووفق ما تتعرض قناعات الفرد للتغيير، ربما تتبدل صورته عن نفسه أو تتثبت. وكلما كانت صورة المرء عن نفسه تُشعره بالرضا عن نفسه كلما كانت مُفضية لسعادته.

فلكل رجل أو امرأة صورته التي يتخيلها عن نفسه، وقد يشعر بالضيق إذا ما أحس أن شيئاً ما شوه هذه الصورة. وخير ما يمكن عمله لتلافي هذا الضيق، هو أن يكون للمرء معرض لصور الذات بدلاً من الإكتفاء بصورة واحدة، وعليه أن يختار الصورة المناسبة لمواجهة الحادثة موضوع البحث. وإذا كانت بعض هذه الصور تتسم بشيء من الفكاهة، فهذا حسن، إذ أنه ليس من الحكمة أن يتصور المرء نفسه طيلة نهاره بطلاً من أبطال المأساة. ولست أعني بذلك أن يتصور المرء نفسه شخصية هزلية في ملهاه، فقد يبعث ذلك على الضيق بصورة أشد. فاختيار الدور الذي يلعبه المرء في موقف معين يتطلب شيئاً من اللباقة. وإذا نسي المرء نفسه كلية دون أن يتكلف القيام بدور ما فذلك شيء يدعو إلى الإعجاب حقاً. أما إذا كان التمثيل طبيعة ثانية فيه، فعليه أن يختار الدور المناسب، وأن يتجنب بذلك رتابة الحياة.

متى ما كان المرء راضياً عن صورته في نفسه، كانت شخصيته طبيعية، متوازنة، تعيش الرضا والسعادة. لكن، ينبغي إدراك، أن ذلك لا يعني ضرورة أن يعرف الآخرون تلك الصورة الذهنية التي بنيناها عن أنفسنا، وبالتالي لا نتوقع أن يتعاملوا معنا وفقها، بل سيتعاملون معنا وفق تصوراتهم عنا. وكما يقال بأن “نصف النضوج أن توقن أنه في حقيقة الأمر لا أحد يهتم بك كما تتصور، النصف الآخر هو ألّا تمنعك هذه الحقيقة من الاستمتاع بالحياة”.  وعلى العكس من ذلك، علينا تجاوز ما يتصوره الآخرون عنا، ولا نجعلهم معياراً لخياراتنا وتعاملاتنا معهم. ويقول أفلاطون “لا تجعل البشر مرآة لأخلاقك ، تسيء إن أساؤوا وتحسن إن أحسنوا، كن أنت مصدر الخير دائماً.

نحن، كبشر نُصيب ونُخطئ، من أجل أن نعيش طبيعيين، ناجحين، سعداء، واثقين من أنفسنا، نحتاج أن يكون كل واحد منا هو نفسه، لا أن يكون غيره. كن أنت كما أنت. لأننا عقلاء، بكامل قوانا العقلية والعاطفية والإنسانية، لا كما جاء في الطرفة التالية من بلاد السودان حيث نختم بها مقالنا:

مسطول شاف حالهُ في المرآة فاتصل بالشرطه وقال لهم : عندي حرامي في البيت. وكان حظه السيء أن أرسلوا له عسكري مسطول زيه.

وسأله : أين هو الحرامي؟!
فقال المسطول: أهو في الأوضه.
فدخل العسكري فرأى نفسه في المرآة !
فقال: ما دام عندك عسكري هون… لأيش مشحتطنا وجايبنا من هناك لهون.

في المقطعين المرفقين أفكار مفيدة لذات الفكرة
“كن أنت ولا تكن غيرك- فيديو تحفيزي” للمشاهد اضغط هنـــا

“كُن أنتَ ولاتكن شخص اخر” للمشاهد اضغط هنـــا

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *