الرئيسية / مقالات / السعادة واهتمامنا بذواتنا

السعادة واهتمامنا بذواتنا

طبيعة اهتمامنا بذواتنا ربما يقودنا للسعادة، وقد يأخذنا للتعاسة، لأن الأمر يعتمد على قراءة الذات التي تُحدد مقدار ونوع اهتمامنا بذواتنا، بحيث لا نُغالي ونتطرف في اهتمامنا بذواتنا، ولا نستصغر ونتطرف في التقليل من اهتمامنا بذواتنا. لا بد لنا من الإهتمام بذواتنا، فهي شخصيتنا التي نحيا بها ونبتغي لها السعادة. علينا أن نُحبها ولا نكرهها مطلقاً، نتعاطف معها ونشفق عليها كلما تعرضت لسوء، نطبطب عليها إذا ما حزنت، نمدحها ونشكرها كلما أنجزت ونجحت، إذا أخطأت نعاتبها ونؤنبها ثم نوجهها، فلا نغضب عليها أو نعذبها، نعطيها حقها من الصحة والعافية والطعام والشراب والنوم والرياضة الجسدية والنفسية والروحية، نسليها، نروح عنها، نطورها، كل ذلك بطريقة “لا إفراط ولا تفريط”.

أما الإسراف في الإهتمام بالذات فإنه يفضي لحالات نفسية مرضية مختلفة في درجاتها وقوتها. إغراقها بالإهتمام ربما يأخذها إلى صور من “النرجسية” التي تعني حب النفس، أو الأنانية، وهي اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية، ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين. وهذه الكلمة نسبة إلى أسطورة يونانية، ورد فيها أن “نركسوس” كان آية في الجمال وقد عشق نفسه حتى الموت عندما رأى وجهه في الماء. وتُعدّ النرجسية مشكلة اجتماعية وثقافية. وهي إحدى سمات الشخصيات الثلاثة في ثالوث الظلام إلى جانب كل من المكيافيلية والإعتلال النفسي. عادةً ما تمثل النرجسية مشكلة في علاقات الفرد مع ذاته أو مع الآخرين.  فالإفراط في الإهتمام بالذات له ظواهر متعددة، لعل أبرزها هو الشعور بالخطيئة، والنرجسية وجنون العظمة.

يرتبط الإهتمام بالذات بكيفية قراءتنا لذواتنا وتقديرنا لها وبما نشعر به تجاهها. وقد “يرتبط تقدير الذات ارتباطا قوياً بالشعور الذاتي بالهناء، أكثر من أي شيء آخر. ويقيم المكتئبون آرائهم في الأعمال المختلفة بصورة  أكثر سلبية، ويقللون من قيمة كفاءتهم، رغم أن تقديرهم لذواتهم  يكون أكثر دقة وواقعية من تقدير الأسوياء لذواتهم، ولكن هناك تدهور في تقدير الذات، أثناء فترات الشعور بالتعاسة، كما إن السعادة تؤثر على تقدير الذات، والعكس صحيح.*

في المقطع المرفق توسيع للفكرة من زاوية مكملة للموضوع
“الرحلة إلى الإنسان” اضغط هنا

 

الكاتب الاستاذ: كاظم الشبيب

 

سيكولوجية السعادة، مايكل أرجايل ص 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *