الرئيسية / مقالات / سعادتنا مع تدوير أفكارنا

سعادتنا مع تدوير أفكارنا

لا يستغني أحد منا عن تدوير أفكاره كي تتبلور وتأخذه نحو سبل السعادة. فمن المهم أن يقلب المرء الأمور والأفكار مرةً ذات اليمين، وأخرى ذات الشمال لتشكيل رأياً ناضجاً، أو موقفاً صائباً، أو فكرة حكيمة، كما تفيد بذلك المرايا المتقابلة التي توضع مرآتان أو أكثر بشكل متقابل تماماً لتعطي مظهراً من الانعكاس اللانهائي، وتستخدم بعض الأجهزة هذه المرايا لتوليد انعكاسات متعددة، وتستخدم بعض صالونات التجميل والحلاقة مرايا متقابلة ليتابع العميل شكله من الأمام والخلف.

من جهة أخرى، عند قراءة أفكارنا، سواءً المرتبطة منها بمواقفنا الداخلية تجاه أنفسنا وقناعاتنا وتصرفاتنا، أو المتعلقة خارجياً بغيرنا من الناس والأحداث، يستوجب علينا مراعاة الأمان في أفكارنا. لا بأس بفكرة المغامرة للحصول على بعض من المتعة والمرح مثل صعود الألعاب الخطيرة في أي مدينة من مدن الألعاب الحديثة، ولكن بحيث لا نُصاب بمكروه، وهذا ما يستوجب مراعاة الأمان في أفكارنا. لا بأس بالأفكار ذات طابع المغامرة ولكن بحيث لا نتورط فيما بعد بما يدمر سعادتنا ويجعلنا من التعساء. حتى في عالم المرايا نجد أن هناك نوع يسمى مرآة الزجاج الآمنة، الذي يتم استخدامه في الأثاث والأبواب والجدران الزجاجية، والرفوف التجارية والأماكن العامة.

حينما نقرأ أفكارنا يقتضي الأمر مراعاة أننا لا نستطيع أن نكون جامدين كالمِرآة التي لا مشاعر فيها عندما تعكس ما يقابلها من أشكال. نحن بشر. كتلة من المشاعر والعواطف. لا ضير أن تكون أفكارنا وليدة تعاطفنا مع المحتاجين مثلاً أو نتيجة تعاطفنا مع أبنائنا أو نتيجة فرحنا لزواج من نحبهم أو نتيجة نجاح من حولنا. فالأفكار ربما تكون نتيجة تفاعل بين العقل والقلب والعواطف والوجدان. هذا ما جُبل عليه الإنسان منذ الخليقة. أو كما يقول الفيلسوف برتراند راسل: العقل لا يهدف أبداً إلى الانتقاص من الحب العميق، أو العطف الأبوي، او الصداقة، او حب الخير، أو الميل إلى العلم أو الفن. فالرجل المنطقي – حين تحركه إحدى هذه العواطف- لا يرى أي سبب بالمرة للانتقاص منها، بل على العكس من ذلك فإنه سيحس بالرضا لممارستها، باعتبارها جزءاً من الحياة السعيدة لنفسه ولغيره.*

في المقطع المرفق إرشادات مفيدة لتقنين وتدوير الأفكار نحو التفكير السليم
“التفكير الإيجابي، أفضل خمسة طرق لممارسته ستغير حياتك وستخلصك من التوتر والضغط”  للمشاهدة اضغط هنا

 

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

الطريق إلى السعادة، برتراند راسل، ص 112- 113

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *