الرئيسية / مقالات / لا تنخدعوا

لا تنخدعوا

بين الفينة والأخرى تتصدر برامج التواصل الاجتماعي بعض المقالات أو رسائل أو فيديوهات يعبّر فيها أصحابها عن رفضهم لسلوكيات معيّنة أو تصرفات خاطئة في حق فئة أو مجموعة أو أهل ملة أو أتباع مذهب معيّن معبّرين عن استيائهم واحتجاجهم على تلك الممارسات متناسين ما قدّمت أيديهم وما تلفّظت به ألسنتهم وما تحمله قلوبهم من غل وحقد وكراهية ضد الآخرين ممن يخالفونهم الرأي ويعتقدون بخلاف ما يعتقدون به أنفسهم.
هؤلاء يظهرون لنا وكأنّهم ملائكة وهم في الحقيقة شياطين وإنّما تتشكل شخصياتهم حسب مصالحهم وما يدعوهم لتغيير مواقفهم إلاّ لأنهم لم يعد يأمنون العقاب أو لأنّ مصالحهم بحاجة لهذا التغيير. قد يكون منهم صادقون ولكنّ هذا التغيير بحاجة إلى أدلة وبراهين تثبت هذا الصدق وهذا الإدعاء ولا يثبت هذا إلاّ من خلال المواقف الحقيقية والبقاء على هذه الحالة من الصدق والأمانة والمصداقية مهما كانت الظروف وتعددت المتغيرات.
الإعتقاد الحقيقي الراسخ لا يتزحزح بمجرد تغيّر الظروف وتحوّل الأوضاع الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى السياسية، إذ أنّه مبنيّ على القيم الثابتة وتحكمه المعايير القيّمة والمبادئ الراسخة. القضية ليست كما يعتقدون بأنّه وبمجرد نشر مقالة أو عرض فيديو يتحدثون فيه عن سخطهم ورفضهم لبعض الشعارات المناوءة دليل على صحة وسلامة نواياهم.
الإيمان الحقيقي يظهر في كل المواقف وفي كل زمن بغض النظر عن تبعاته بعيداً عن التزلّف والرياء والمجاملات غير اللائقة وخصوصاً ممَنْ لهم دور فاعل في المجتمع، أمّا الآخرون فلا تغيّر مواقفهم الواقع الحقيقي لهم ولا تأثير لهم عليه.
يقول الشاعر:
لا خيرَ فـي ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ ** حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ.
يلقاكَ يحلفُ أنـّه بـكَ واثـقٌ ** وإذا تـوارَى عنـكَ فهـوَ العقـرَبُ.
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً ** ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ.
أعتقد أنّ الرسالة واضحة، فالحق بيّن والباطل بيّن وما بينهما شبهات.

محمد يوسف آل مال الله

تعليق واحد

  1. قاسم حبيب المشهد

    احسنت ابو يوسف ماتفضلت حقيقة مؤلمه ومزعجه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *