الرئيسية / مقالات / شهر رمضان منطلق للنجاح

شهر رمضان منطلق للنجاح

ها نحن على أعتاب شهر الله المعظّم والكل يتطلّع إلى صيامه وقيامه آناء الليل وأطراف النهار لنيل رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بالجنة والرضوان في دار السلام وهذا أمر مسلّم به، غير أنّ هذا العمل يظلّ قاصراً ما لم ينعكس على نفسياتنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا اليومية.
النجاح الحقيقي هو ذلك النجاح الذي ينبثق من خلال الأخلاقيات المحمديّة والأدبيات الإسلامية التي تمثّل الأساس المتين في هذا الشهر الكريم بل في كل وقت من الحياة.
يمتلك العديد من الناس قدرات كثيرة وكبيرة ومن أهمّها قدرته على رؤية الصورة الكبيرة، أي الأمور الكبيرة والمهمّة في الحياة وترك الأمور الصغيرة والتافهة وذلك لقدرته على استخلاص الرسالة المهمّة من الأمور الأخرى المشوّشة المحيطة به. فالصورة الكبيرة هي تلك الأهداف الكبيرة والطموحات العالية التي يتطلّعون إليها ويعملون من أجل تحقيقها، وهذا يتطلّب العديد من الممارسات أو لنقل القواعد الرئيسية للنجاح.

القاعدة الأولى: تحديد الأولويات الحقيقية
ونعني بذلك اتخاذ الخيارات الذكية من خلال الإرتفاع فوق تلال ووديان الوقت الحاضر لإلقاء نظرة ثاقبة على تلال ووديان المستقبل ورؤية ما هو غير مرئي والتحديات المصاحبة لها.

القاعدة الثانية: استخدام الموارد بحكمة
وهذه القاعدة تتعلق باتخاذ الخيارات الذكية أيضاً، وذلك عبر النظر إليها من حيث الفائدة والتكلفة لها واستخدامها بحكمة ودراية.

القاعدة الثالثة: الاستمرار في التركيز
نقصد بهذا هو بقاء الفرد ملتصقاً بأولوياته وأهدافه التي حددها لنفسه والتركيز على رسالته وتنفيذ خطته التي وضعها من أجل تحقيق تلك الأهداف والقيام بخطوات صحيحة وفاعلة وهذا الأمر يتطلب الصبر والمثابرة والإنضباط حتى يظلّ مستمراً في التركيز.

القاعدة الرابعة: تطوير العلاقات الصحيحة
تتطلب هذه القاعدة القدرة على التحمّل المعنوي والنفسي للوصول إلى الأهداف، إذ أنّ السعي وراء النجاح الشخصي بحاجة إلى الدعم من الأصدقاء والشركاء للتغلّب على العقبات التي تقف بينه وبين أهدافه الشخصية من دعم معنوي ونفسي ومعلومات وخبرات وغير ذلك.

القاعدة الخامسة: لا تكن جشعاً
الجشع هاجس يخدّر الحواس ويطمس الرؤية ويجعل الصورة الكبيرة تغيب عن البال والذهن، مما تجعل الفرد يعيش حالة التقديس والسعي الحثيث نحو الأهداف التي تسمح لهم بالتميًز بغض النظر عن الآخرين، مما يجعله يعيش الشعور بعدم الإكتفاء وأن لا يوجد شيء في هذا العالم ما يمنعه من تكريس ما يطمع فيه وتراكمه عليه. وهذا الطمع يجعله يعيش حياة منعدمة التوازن والتناسب، بل يجعله يمارس سلوكاً متهوّراً وخطيراً.

القاعدة السادسة: لا تكن راضياً أو متهاوناً
التهاون أو الرضا عن النفس هو عكس الطمع تماماً، بل هو التأليه للأمور والأهداف التي حققها والشعور بأنّه وصل إلى المقصد النهائي، فالنجاح ليس استحقاقاً ولا يمكن أن يؤخذ كأمر مسلّم به. الإنسان الناجح قد لا يستطيع أن يكن راضياً عن نفسه أو متهاوناً لأن الأوقات الجيدة لا تدوم إلى الأبد، خاصة في هذا العالم المتسارع.

يقول جوزيف أديسون: “إذا أردت النجاح في الحياة، اجعل من المثابرة صديقك الحميم، ومن الخبرة مستشارك الخاص، ومن الحذر أخيك الأكبر، ومن الأمل حارسك العبقري”.

من هنا فإنّ على كل فرد يسعى للنجاح وتحقيق أهدافه المنبثقة من رؤية واضحة ورسالة هادفة أن يعمل بتلك القواعد وأن يجعل شهر رمضان منطلقاً لبدايته في تحقيق أهدافه حتى يتسنّى له النجاح والتقدّم.

محمد يوسف آل مال الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *