الرئيسية / مقالات / من مهارات السعادة أن تقبل مسؤولياتنا

من مهارات السعادة أن تقبل مسؤولياتنا

يواجه الجميع وجوهاً من الاستحقاقات الحياتية كل يوم، الفارق بين الجميع يدور حول كيفية التعامل معها. فكل واحد منّا لديه: التزامات أسرية واجتماعية لا تخلو من المشكلات، ومتطلبات مالية مستمرة لا تخلو من المزعجات، وواجبات وظيفية أو مهنية أو دراسية لا تخلو من المعوقات والتعب….

ولمواجهة كل ذلك أمامنا خيارات للتعامل معها: إما البدء بفقد الصبر ثم الضيق والتحول إلى الجدية والرسمية حتى نفقد مرحنا وحيويتنا، أو العيش بتوتر وانزعاج على الدوام لوجود هذه الالتزامات والمتطلبات، أو إتخاذ طريقاً مريحاً لا يفقدنا مرونتنا وحيويتنا، وهو الأفضل من بين كل الخيارات، بحيث نتقبّل كل تلك الالتزامات لكونها أمور طبيعية نتعرض لها ويتعرض لها كل البشر، بل هي سنة الحياة التي يتعامل بها وفيها وعليها كل مخلوقات الأرض… نتقبلها… نتحملها بتروي… نعيشها ونعالجها… نتعاطاها بمتعة الرضا لانها مسؤولياتنا الطبيعية في الحياة… وما دامت كذلك، يجب أن لا تتحول إلى منغصات كي لا تكون حياتنا تعيسة….

واحدة من مهارات إبقاء السعادة في أنفسنا وفي محيطنا هي مهارة التعايش مع مسؤولياتنا والابتسام المستمر لتكون لحظاتنا دائما سعيدة…. نعم المسؤوليات متعبة ولكنها كالتعب المضني للرياضي ولكنه يستمتع بذلك… كما يستمتع الصائم بجوعه وعطشه وتعبه لأنه راض عما يفعل ويجد فيه غايته…وكما تستمتع المرأة بعملها المنزلي وتربية أطفالها رغم ما في ذلك من جهد وتعب… وكما يستمتع العالم في أبحاثه وعلومه رغم الجهد الطويل الذي يعيشه… كما يستمتع المبدع في عمله وإنتاجه الجديد رغم التفكير المتواصل نحو معالجة العقبات…. هي مسؤولياتنا التي لا تنتهي ولن تنتهي… فمن يسأم من تحمل مسؤولياته سوف تميل حياته للتعاسة… ومن يتقبلها بمتعة سوف ترجح كفة السعادة لحياته في كل يوم…

من مفاتيح السعادة أن نتقبل مسؤولياتنا بغض النظر عن طبيعة أوضاعنا أو سوئها… المرض المزمن يجلب معه مسؤوليات قاسية… ضيق اليد يستصحب معه مسؤوليات شديدة… الغربة تستحضر للمرء مسؤوليات غير مألوفة… إلخ… لكل وضع أوجاعه واتعابه الناتجة عن المسؤوليات المرافقة له… لذلك إن أردنا السعادة فعلينا تقبل مسؤولياتنا وأوضاعنا…

في المقطعين المرفقين إيضاح مساعد وجميل ربما يساهم في تعزيز فكرة المقال… الأول مختصر والثاني مفصل

“فلسفة سام بيرنز Sam Berns في التعايش مع الحياة” لمشاهدة المقطع اضغط (هنا)
“فلسفتي للحياة السعيدة | سام بيرنز” لمشاهدة المقطع اضغط (هنا)

الكاتب الأستاذ:  كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *