الرئيسية / مقالات / لا تقل “لو” إن أردت السعادة

لا تقل “لو” إن أردت السعادة

نسمع من التعساء من يقول: “لو كان أبي غنياً لكانت حياتي أفضل…”، “لو كانت إدارة المدرسة منصفة لكان معدل درجاتي أكبر …”، “لو أعيش في أمريكا لكانت أيامي أكثر إنتاجا…”، ” لو كنت من سكان فرنسا لكنت مبدعاً ومرتاح البال…”، “لو بجواري مكان للرياضة لكانت صحتي أجود…”، ” لو عندي أصدقاء مثل الناس لما كنت وحيداً…”، ” لو عائلتنا وأقاربنا متعاونين لكانت لي قيمة اجتماعية…”، “لو كنت جامعياً ما كنت بلا وظيفة…”، “لو جيراننا متكاتفين لكانت حارتنا أنظف وأجمل وبلا جرائم…”…إلخ

كل واحد منّا يعرف أناس لا تتوقف قائمة الأعذار عندهم، بل يثيرون الدهشة من قدرتهم على توليد الأعذار وخلق من كل عذر عذر جديد… ولكنهم يثيرون أيضاً الشفقة عليهم لكثرة تبريراتهم لأخطائهم، وكثرة تبريراتهم لاستسلامهم لضعفهم، لكثرة تبريراتهم لنواقصهم وعدم تحملهم لمسؤولياتهم، لكثرة تبريراتهم لتعاسة حياتهم وفشلهم في إسعاد أنفسهم أو  إسعاد غيرهم….

تلك التبريرات وغيرها هي وسائل دفاعية عن النفس، أو كما يسميها علم النفس (حيل دفاعية)… وحقيقتها أنها تعبّر عن ثلاثة جوانب:
الأول: استسلام صاحب التبريرات للواقع الذي يعيشه…
الثاني: الاعتراف الخفي أو المبطّن بالضعف…
الثالث: الهروب من تحميل النفس للأدوار المطلوبة…
لذلك يتنازل هؤلاء عن السعادة بكثرة التبريرات والتذمر والشكوى ولوم الآخرين والظروف….

كثرة التبريرات هي شمّاعة التعساء والفاشلين، لأنها تبريرات تبدو منطقية عند ذكرها، وهذا ما يجعل كثيري التبرير، يعبّرون عن حياتهم وكأنها مليئة بالمشاكل، أو يعيشون القلق الدائم، يحبون الجدال، حادين في نقاشاتهم، طبائعهم يغلب عليها السلبية لا الإيجابية…. مفتاح المبررين على الأغلب يبدأ بكلمة “لو” التي تجعل الأفق واسعاً لكل أنواع وأصناف تبرير التعساء عن تعاستهم… واختلاق كل الأعذار لواقعهم التعيس، بينما بداية خط سعادتهم وانطلاقها تكمن في نقطة إلغاء كلمة “لو” من قاموس حياتهم وأيامهم….

للمزيد من الإيضاح في المقطعين المرفقين
“لماذا نلجأ لـ “كثرة التبريرات”؟ الإجابة مع الدكتور طارق الحجاوي” لمشاهدة المقطع اضغط (هنا)

“لا للأعذار بعد الآن، فيديو تحفيزي من بي دي ام | لمشاهدة المقطع اضغط (هنا)

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *