الرئيسية / مقالات / مشاعرنا بين السعادة والتعاسة 

مشاعرنا بين السعادة والتعاسة 

جميعنا شركاء في المشاعر ومتساوين في الأحاسيس التي نمر بها سواء أخذتنا تلك المشاعر للسعادة أو التعاسة… ولكننا غير متساوين في كيفية التعامل معها… فمشاعر الحزن، الغضب، التوتر، اللذة، الأنس، الفرح، الاشمئزاز، الأسى، اليأس، كلنا نتشارك فيها، كلنا يمر بها، ولكن ليس جميعنا ينجح في التعامل معها، بل بعضنا يفشل في التعاطي معها… لأن التعامل مع المشاعر فن لا يتقنه كل الناس، ولو اتقنوه لعاشوا سعداء لأنه من مفاتيح السعادة…

هذا الفن بحاجة إلى أن يتعلم المرء كيفية إدارة مشاعره، كيف يضبطها، كيف يجيرها، كيف يهذبها، هذه الكيفيات هي محاولات لإنجاح إدارة المشاعر وليس كبتها، لأن من الطبيعي جداً أن نعيش تلك المشاعر، أن نغضب عندما يحدث ما يغضبنا، وكما تقول ماريان وليامسون: الغضب المكبوت يؤدي إلى قرح وأورام وشيء من هذا القبيل*… أن نحزن عند فقد أحبتنا، أن نبتهج لنجاح أعزائنا، أن نضحك ونفرح لفوز أصدقائنا، أن نبكي لفراق أهلنا…، عيش هذه المشاعر حالة فطرية للإنسان، ولكن إجادة ضبطها وإدارتها هو الفن المطلوب الذي يساهم في إسعادنا وإسعاد من يعيش معنا….

 تبدأ إدارة المشاعر بفهممها، يستطيع كل واحد منا فهم مشاعره دون تهوين أو مبالغة، فكل نفس على نفسها بصيرة، والأمر الأهم هو أن يتقبل الشخص مشاعره كما هي، يفضفض للأقربين عنها، بالتالي يصبح الإنسان موضوعي في فهمه وتقبله لمشاعره، عندها تضعف سيطرة المشاعر على الشخص تدريجيا، ثم تبدأ قدرته على إدارتها وضبطها… وتقبل المشاعر لا يعني الاستسلام لها أو الضعف في ضبطها وإدارتها… تقبلها يعني التصالح مع النفس عند تقلباتها النفسية وتحولات مشاعرها… وهو جزء مما يسميه البعض بالذكاء العاطفي…

مشاعرنا من الممكن أن تقودنا للسعادة، ومن الممكن أن تقودنا للتعاسة… إن أحسنّا إدارتها كانت باباً لفسحة السعادة، وإن غلبتنا وسيطرت علينا كانت باباً لأنواع الهموم والغموم والتعاسة… فلتكن مشاعرنا الحاضنة الجميلة لسعادتنا الدائمة…

في المقطعين المرفقين وجهات نظر مكملة لفكرة المقال: 

“3- Control Your Feelings” لمشاهدة المقطع اضغط (هنـــا)

“المشاعر والذكاء العاطفي-  كيف تقود حياتك عن طريق فهم مشاعرك – انواع المشاعر -المشاعر هي موجه السلوك” لمشاهدة المقطع اضغط (هنـــا)

كتاب بوابة السعادة رقم١ للكاتب م. خالد دخيل الجديع

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *