الرئيسية / مقالات / الصبر الجميل

الصبر الجميل

 

يلتصق الصبر مع المعاناة إلتصاقاً وثيقاً، إذ عندما نرى شخصاً يعاني من أمرٍ ما أو حدثٍ ما فإنّنا نطلب منه أن يتحلّى بالصبر، لكن هل نعرف معنى الصبر الجميل؟
الصبر الجميل هو صبر من دون قلق. هذه الفضيلة تم ذكرها في القرآن الكريم أكثر من 90 مرة، وهي سمة أساسية في الأنبياء والمعصومين عليهم السلام. يقول الله تعالى: “وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ وَأَدْخَلْنَاهُمْ في رَحْمَتِنا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ”.
ويقول سبحانه وتعالى: “وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ” ويقول سبحانه وتعالى: “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
إذا أيقن المؤمن أنّ لكل بداية نهاية ولكل ليل فجر وأنّ الأحزان مهما طالت لا تدوم وأنّ الكروب مهما حلّت لا تبقى، فاستعان عليها بدوائها وصبر عليها صبرًا جميلاً فإنّه لا يوجد كرب إلاّ ومعه فرج ولا يوجد صبر إلاّ ومعه نصر.
فالصبر إذاً هو قوتنا التي يجب أن نستعين به على فوادح الأمور وهذا يعني بالضرورة أنّ الصبر سوف يأتينا من خلال محنة أو صعوبة. قد لا يكون ذلك سهلاً، ولكنّه حتماً يأتي لأولئك الذين يحاولون الحصول على المساعدة والعون من الله سبحانه وتعالى. فالصبر يعني احتواء الروح للقلق، وحصر اللسان من الشكاوى وهو سمة يتطلب الصمود والمثابرة والتوكل على الله سبحانه وتعالى وتسليم الأمر إليه عزّ وجلّ.
لا شك بأنّ السيدة زينب عليها السلام سيدة الصبر ورمزه وما صبر نبي الله أيوب عليه السلام إلاّ نقطة في بحر صبرها وجلدها. لا أريد أن أسرد تلك المصائب والمحن التي يشيب لها رأس الوليد فضلاً عن الشيخ الكبير وإنّما يكفي أنّها اتسمت به حتى سميّت بـ “أم المصائب”.
عندما تكون السيدة زينب عليها السلام الرمز والقدوة للمرأة المؤمنة فإنّ ذلك يعني أنّ تلك المرأة تعي مسؤولياتها وواجباتها وسوف تلاحظ سلوكياتها في كل لحظة وفي كل مكان، فالقدوة لا تتجزأ ولا تندثر بمرور الوقت. لذا، فإنّ على المرأة المؤمنة التحلّي بالصبر ومواجهة المغريات وفوادح الخطوب مهما كانت الظروف والمسميّات.
كما أنّها عليها السلام القدوة للرجل المؤمن في تحمّل تلك المسؤولية المناطة على عاتقه في رد كل ما هو مشين وتربية الأجيال بما يتناسب وتعاليم الدين الحنيف.

محمد يوسف آل مال الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *