الرئيسية / مقالات / لماذا بعضنا تعيساً؟؟!!

لماذا بعضنا تعيساً؟؟!!

 

بعضنا يرمي أسباب عدم راحته وتعاسته دائما على الظروف المحيطة به.. يقول مثلا: من أين تأتيني السعادة وأنا فقير، أو كيف أكون سعيداً وأنا عاطل عن العمل، أو تستمر معاناتي لأن الجامعات لم تقبلني، زواجي غير مستقر، مدرائي من يجعلوني في ضجر مستمر، التمييز والعنصرية هما سبب جمودي العلمي والوظيفي، أوضاع البلد الاقتصادية هي السبب في الكآبة العامة، تفككنا الأسري والاجتماعي يقتل السعادة في بيئتنا، تمزقنا السياسي وراء تعاستنا المستديمة….إلخ

تلك العبارات هي نموذج للأسطوانات المشروخة التي تزيد الفرد انكساراً فلا يهتدي للسعادة، وتجعل الأسرة محطمة فلا تعرف للسعادة مرشدا…وكلما سادت هذه العبارات وأ٥شباهها في المجتمع كلما تشكلت بيئة قاسية تحطم الأمل والتفاؤل وتقتل النجاح، وبالتالي تقود الجميع للحزن والسوداوية تجاه الحياة، حينها تتشكل عبارات وأمثال شعبية تكرس ثقافة التردد والخوف والاستسلام السلبي، مثل: أنا لا أستطيع… نحن ضعفاء…مستحيل أن ينجح فلان… “خليك على مجنونك لا يجيك أجن منه”… “ايش لك بالبحر وأهواله ورزق الله على السيف”…”من مشى جنب الحيط سلم”….إلخ

أكبر مشكلة عند المرء عندما يقوم هو بسد أبواب سعادته من خلال تعليقها دائما على الظروف الخارجية، أي يجعل محيطه شماعة لكل أنواع التعاسات التي ربما يمر بها… حينها، سيبقى معلقا سعادته على: إذا اغتنيت…إذا نجحت…اذا تغير كذا…إذا حصل ذاك…ويظل منتظراً المجهول كي يصل إلى السعادة…وهؤلاء لن يصلوا للسعادة مطلقاً…لأن منطلق السعادة من داخل الفرد ذاته… مبعثها قناعاته… مهبط وحي السعادة هو روح الإنسان لا محيطه ولا ظروفه… حتى لو تغيرت تلك الظروف لن يكون سعيداً من لم تكن روحه إيجابية وأفكاره متفائلة وكلماته مستبشرة وعباراته مطمئنة وسلوكياته فرحة وردود أفعاله متوازنة….

السعادة تحتاج أن يعود المرء، أولاً وقبل كل شئ، إلى قراءة نفسه من جديد، ومراجعة أفكاره مرة تلو أخرى، والموازنة بين طموحاته وإمكانيته، حتى يتجدد فهمه لأسباب ابتعاده عن السعادة ومن ثم محاولة إسعاد نفسه ومحيطه من جديد….ربما نجد في المقطع المرفق ما يخدم هذه الفكرة غير من نفسك يتغير من أجلك كل شيء – جيم رون

اضغط للمشاهدة (هنا)

الاستاذ كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *