الرئيسية / مقالات / هل يمكن تعلم وتعليم السعادة

هل يمكن تعلم وتعليم السعادة

لا يستطيع أن يعيش السعادة من تسيطر عليه بعض العبارات التي يكررها دائما مثل: هذا يكرهني…هؤلاء يضايقوني…هذا يحسدني…هؤلاء يتعمدون الإساءة لي…الحياة لا قيمة لها…الناس لا يفهموني…أنا ضعيف… أنا لا أستطيع.. حياتي مخربطة… دنياي صعبة ومعقدة… أنا مسكين أو فقير أو فاشل…لا أمل من الناس والحياة… إلخ
من تسيطر عليه تلك العبارات وأشباهها لا يمكن له الدخول في عالم السعادة والسعداء، بل من الممكن أن يتحول إلى عنصر يبث التعاسة في من حوله ما لم يتعلم السعادة….

للإجابة على سؤال وعنوان هذا المقال حول إمكانية تعلم وتعليم السعادة نقول: نعم من الممكن تعلم وتعليم السعادة من خلال تعلم وتعليم “فن العيش”… وهو من مداخل وأبواب الوصول للسعادة…ويبدأ فن العيش بتعلم وتعليم فن النظر الإيجابي لكل شيء في الحياة بدلا من النظرة السوداوية تجاه المحيط والمحيطين بالإنسان….النظرة الإيجابية للناس وتمني الخير والسعادة لهم… النظرة الإيجابية حتى للجماد والحيوان والكون واستجلاب السعادة منهم…وقبل كل ذلك النظرة الإيجابية للنفس وكيفية التصالح معها…لأن تعلم فن النظر للأمور هو مدخل لتأسيس طرق تفكير جالبة للسعادة بدلا من طرق التفكير السلبية والجالبة للتعاسة…

تعلم “فن العيش” للوصول إلى السعادة يحتاج إلى تعلم فن التعامل مع الناس، فن التعامل مع أفراد الأسرة، مع الأصدقاء والمجتمع، مع زملاء العمل، مع رفقاء السفر، مع من نحب ومن لا نحب، مع من يحبنا ومن لايحبنا، مع المنافسين، مع الحاسدين والغيورين، بل هو تعلم فن التعامل حتى مع الأعداء إن وجدوا، لأن فن التعامل مع الآخرين هو فن الحصول على السعادة…

تعلم “فن العيش” من أجل السعادة هو تعلم فن التوازن الدائم بين الإمكانيات والطموحات، وهو فن معرفة مساحة الواقع المتاحة والانطلاق منها، وهو فن قراءة الطاقات الكامنة وتفعيلها…

تعلم “فن العيش” لنكون من السعداء هو تعلم فن الإنجاز على صعيد الفرد والمجتمع والوطن، هو تعلم فن التطوير والرقي، هو تعلم الإبداع المتميز، هو تعلم فن النجاح واستثمار النجاح، هو تعلم فن التخطيط و المتابعة، هو تعلم فن العيش والتعايش مع التقدم العلمي والتقني…

أحد مشاكل التعليم في كل دول العالم أنها تعلم العلوم الصرفة ولا تعلم “فن العيش” وفن الحياة” وفن استثمار لحظة العيش في الحياة… لأن “فن العيش” هو تعلم السعادة من خلال تعلم فنون آداب الحياة الذي يأخذ الناس والمجتمعات إلى جودة الحياة التي أصبحت من أهداف هيئة الأمم المتحدة كي يعيش الناس بكرامة إنسانية متساوية….

في المقطعين المرفقين زوايا من الفكرة ربما تساعد على إيضاح جانب من فكرة المقال

غير عقليتك – مقطع تحفيزي للمشاهدة (هنا)

كيف تتعامل مع الناس بذكاء للمشاهدة (هنا)

الكاتب الاستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *