الرئيسية / مقالات / عندما خوفنا يقتل سعادتنا

عندما خوفنا يقتل سعادتنا

لا يمكن للإنسان أن يكون سعيدا وهو في حالة خوف أو توتر أو قلق، بل كلما ازداد خوفه ارتفع معه منسوب الشعور بالرهبة المفضية للتعاسة.. كالخوف من الامتحانات، من السفر، من المستقبل، من تقييم المدراء، من المجهول، من الآباء، من الناس، من الله، من الفقر، من المرض، من الجوع، من الطقس، من النقد، من العقاب، من اللوم والعتاب، من الجهل، من القمع، من السلطة، من الفشل، من العنف، من الحوادث….إلخ

لذا دأب الإنسان على الهروب من الخوف، الهروب من أي نوع من أنواع الخوف الذي قد يجلب له القلق والتوتر.. فكل أنواع الخوف تجعل المرء مشغول الذهن، متوجس، يعيش على وجل… حينها لا يقر له قرار، فيقل نومه، وتضعف شهيته عن الطعام، وتكون أعصابه مشدودة أغلب الوقت، يزداد تردده فيصعب عليه اتخاذ القرارات، وإن اتخذها، ربما تكون غير صائبة.. نتيجة لكل ذلك، لن يستطيع من يعيش الخوف أن يكون سعيدا..

منذ بدء الخليقة عمل الإنسان على تجنب الخوف بالبحث عن وسائل تقيه مما يخاف ويخشى، صنع الملابس ليتقي البرد والحر ويستر عورته ويتزين بها، صنع المنازل لينام  مرتاح البال ويحمي نفسه من شرور الأشرار كي يسعد هو وأهله وولده في دار لا يشاركه فيها أحد، صنع الطائرة ليتجنب وعثاء السفر وقطّاع الطرق ويقلّص مدة وزمن الخوف من طول المسافات.. صنع الغاز والمطابخ….إلخ…

ولكن الإنسان وجد نفسه مع كل شيء يصنعه هناك مخاوف أخرى تستجد، فيعمل على ابتكار ما يقلل تلك المخاوف والمحاذير المستجدة، لذلك يصعد الطائرة وهو يعلم بمخاطرها، يبني الأبراج ويسكنها وهو يعلم بمحاذيرها.. ولكن ما بين المخاوف والابتكارات يجد الإنسان نفسه مغامرا ليكون سعيدا.. فالمخاوف تجره للتعاسة اذا استسلم لها رغم كل ما يطمئنه من ابتكارات السلامة والأمان التي مع تطورها تصبح ابتكارات جالبة للسعادة لأنها ترفع نسبة الاطمئنان والراحة.. هنا يجد الإنسان نفسه ما بين التعاسة بسبب الخوف والسعادة بسبب الاطمئنان، يجد نفسه يحاول الهروب دائما من كل خوف بصفة المغامرة ..

من أجل أن يخفف الإنسان من انعكاسات الخوف على حياته،  ويتخفف من مصادر التوتر.. سعى لإيجاد مصادر بديلة تسعده، تجعله متصالحا مع نفسه، تجلب الهدوء إلى نفسه، فأصبح دائما متعلقا بالغيب، بالخالق، بالله بالعبادة، بالصدفة، بالحظ، بالسحر، بقراءة المستقبل، بالتزاوج وبناء العلاقات الاجتماعية، بالارتباط بالحيوان، … هذا السعي، بغض النظر عن صوابيته أم خطأه، هي محاولة للإشباع النفسي متعددة الأغراض تستهدف الأنس والراحة والسعادة للنفس والآخرين..

في المقاطع المرفقة ربما بعض الفوائد المعززة لفكرة المقال من زوايا مختلفة:

هل يعيقك الخوف؟ كيف تواجه مخاوفك؟ لمشاهدة المقطع اضغط (هنــا)

تحدى الخوف مع (ويل سميث)  اكتر فديو تحفيز  في العالم لتخطي الخوف لمشاهدة المقطع اضغط (هنـــا)

كيف تتغلب على الخوف /كتاب حرب الفن  لمشاهدة المقطع اضغط (هنـــا)

الكاتب الاستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *