الرئيسية / مقالات / أعد المحاولة لتكون سعيدا

أعد المحاولة لتكون سعيدا

يمر كل واحد منا بأوضاع وحالات يحتاج فيها إلى التوقف عن الحركة كي لا يكون تعيسا، نعم التوقف الكلي، ثم الإجتماع مع الذات ومحاورتها، ومن ثم إقناعها بتغيير مسارها الحالي، وإلا دخل في دوامة من الغرق اللولبي دون أن يشعر في مزالق التعاسة…

فعندما يتسلل الضجر إلى نفسية الإنسان فهو بحاجة إلى إعادة برمجة مهام حياته الأسبوعية… وعندما يكون الفراغ مؤذياً ومزعجاً للمرء فهو بحاجة إلى إعادة جدولة برامجه اليومية… وعندما يبدأ الملل بسرقة بسمة الشخص فهو بحاجة إلى إعادة النظر في هواياته… وعندما يهيمن الروتين على حياة الفرد فهو بحاجة إلى تجديد نمط حياته.. فالفراغ والملل والضجر مؤشرات وأعراض تستوجب التوقف ومراجعة النفس للانطلاق من جديد وإلا أصيب المرء بالإنزلاق نحو طرق التعاسة المتنوعة…

ليس هناك طريقة واحدة محددة لمعالجة تلك الحالات، وإنما هي طرق تتعدد وتتنوع حسب طبيعة كل شخص وبيئته الإجتماعية ومستواه الفكري ونمط حياته الجاري.. فطرق المعالجة تأخذنا إلى مداخل نحو السعادة.. بينما تلك الحالات هي بحد ذاتها مجرد طرق ربما تقودنا إلى التعاسة..

يحتاج المرء إلى تنويع هواياته كي لا يصاب بالفراغ القاتل، وكلما زادت هواياته فإنه ينجح في محاربة الفراغ والقضاء عليه، مثل هواية الرياضة ومتابعة أخبارها ونشاطاتها وممارستها، الرسم والفن التشكيلي، القراءة والكتابة والثقافة والأدب، مشاهدة الأفلام المفيدة، التجارة، السفر، التطوع للأعمال الإنسانية والخيرية….إلخ.. ويحتاج المرء إلى تغيير برنامجه اليومي كي لا يصاب بالضجر والملل، وكسر الروتين المدمر بتغيير أنماط وأوقات الطعام والنوم والعمل والدراسة  فالتبديل والتحويل والتحوير فيها يكسر حالات تعود الترهّل الجسدي والنفسي..

هذه المحاولات: تنويع الهوايات، إعادة النظر في البرنامج اليومي، العودة للأهداف الذاتية، تجديد الحياة، تغيير النمط الحياتي بين فترة واخرى، جميعها عمليات تعيد الفرد إلى طبيعته كي يتذوق حلاوة الحياة ومتعتها من جديد رغم ما فيها من منغصات.. هي محاولة لمواصلة الحياة بروح سعيدة، هي استمرار لتدفق السعادة وتلقيها مع كل فعل أو قول نمارسه في أيامنا وليالينا…

في المقطع المرفق درس من دروس استمرار الحياة وفق الفطرة الطبيعة لكل مخلوق بحيث لا يستسلم للملل والضجر والفراغ.. أتمنى أن يكون مفيدا للجميع

“فلسفة النمل – جيم رون”  لمشاهدة المقطع اضغط (هنا)

الكاتب الاستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *