العليوات العليوات
في أحد الأيام وبينما كنت انتظر دوري في الصف في أحد البنوك وإذا برجل خمسيني يتكئ على عصا يدخل البنك وقد بان عليه آثار تعب السنين. وقف في آخر الصف يلتفت يميناً وشمالا.
في الأثناء رأى صديقاً له فظلّا ينظران إلى بعضهما البعض وبدآ يتبادلان التحايا والقبلات. كان هذا الصديق جميلاً ووسيماً وأنيقاً ومهندماً.
ما لفت انتباهي هو سؤال الرجل الخمسيني عن سر ذاك الجمال الذي عليه صديقه. أجابه صديقه بأنّ السر يكمن في خمسة أمور.
سأله: وما هي هذه الأمور؟
أجاب..
الأول: قلبك.. احفظ في قلبك الحب وأبعد عنه الكره والبغض حتى عدوك لا تبغضه، بل اطلب من الله له الهداية والصلاح.
الثاني: عقلك.. كن إيجابياً في تفكيرك وأبعد عنك وساوس الشيطان مهما كانت الظروف والمواقف.
الثالث: لسانك.. لا تذكر به عورة امرءٍ، فكلك عورات وللناس ألسن. بل اجعله يلهج بالذكر الحسن والشكر والحمد لله سبحانه وتعالى.
الرابع: سمعك.. استمع إلى القول الحسن وأبعده عن كل ما هو سيء من غيبة أو نميمة أو لهو. يقول سبحانه وتعالى: “الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”.
الخامس: يدك.. لا تبطش بها ولا تمدّها إلى ما ليس لك فيه حق.
هز الرجل الخمسيني رأسه أسفاً على حاله وشكر صديقه ودموعه قد ملأت وجنتيه.
محمد يوسف آل مال الله
