العليوات العليوات
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
التعارف سنّة إلٰهية أوجدها الخالق عزّ وجلّ ليسود السلم والأمن والحب بين عموم البشر بغض النظر عن اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأماكن وجودهم وقد أولى الشارع المقدّس هذا الجانب اهتماماً كبيراً لما له من أثر بالغ على الحياة البشرية فقد جاء عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: الدين المعاملة.
من هنا صنّف المختصون عملية التعامل بين البشر إلى أربعة مستويات؛
المستوى الأول: المِثل وهو أن تعامل الناس كما يعاملوك، فمثلاً إذا دعاك شخص ما إلى وليمة تدعوه أو أهداك هدية تهديه أو سلّم عليك تسلّم عليه وهكذا. إذ تجعل تعاملك مبنياً على طريقة تعامل الآخرين معك.
المستوى الثاني: الفضْل وهو أن تعامل الناس كما تُحب أن يعاملوك، أي تجعل نفسك مكانهم وترغب في طريقة ما يتعاملون معك بها وعلى هذا الأساس تتصرف في طريقة تعاملك معهم، فمثلاً ترغب في أن يبدأك الناس بالسلام فتبدأ بالسلام أو ترغب في أن يدعوك الآخرون فتدعوهم وهكذا.
المستوى الثالث: الطاعة وهو أن تعامل الناس كما أمرك الله، فالله يأمر بالعدل والإحسان فتتعامل مع الآخرين بالعدل والإحسان والله يأمرك بالصدق فتصدق مع الآخرين والله يأمرك بتقديم العون فتعين الناس وهكذا.
المستوى الرابع: السمو وهو أن تتعامل مع الآخرين كما تحب الله أن يتعامل معك، فمثلاً ترغب في أنّ الله يعفو ويصفح عنك فتعفو وتصفح عن الآخرين وترغب في أنّ الله يبسط لك رزقك فتبسط للآخرين رزقهم.
التعامل بين البشر لا يعدُ أحد هذه القوانين فعليك أن تختار ما يناسبك فلا تظلم أحداً ولا تعتدي على ملك أحد ولتجعل الله رقيباً عليك في تعاملك مع الآخرين.
