أرض الطفوف | بقلم محمد يوسف آل مال الله
حَرَمٌ عَلَى أرْضِ الطّفُوفِ لِنَاسِكِ
بَيْنَ العِدَى مِنْ غَادِرٍ ومُعَارِكِ
فِي كَرْبَلَاءَ حَرَائِرٌ قَدْ هَدّهَا
ظُلْمُ العِبَادِ وَمَا جَرَى لِمُشَارِكِ
حَتّى غَدَتْ أطْفَالُهُمْ في حَيْرَةٍ
وَسَطَ الخِيَامِ حَبِيْسَةً بِمَشَابِكِ
طِفْلٌ يَجُولُ وَمَا لَهُ مِنْ مُنْقِذٍ
حَرْقُ الخِيَامِ غَدَى بِلَيْلٍ حَالِكِ
وَكَذَا النّسَاءُ صَوَارِخٌ مِنْ رَوْعِهَا
إذْ تَسْتَغِيْثُ وَمَا لَهَا مِنْ سَالِكِ
فًي خَيْمَةٍ زَيْنُ العِبَادِ مُمَدْدٌ
يَشْكُو وَمَا مِنْ سَاعِدٍ لَهُ مَاسِكِ
أجْسَادُ آلِ المُصْطَفَى فَوقَ الثّرَى
تَسْتَنْهِضُ الأنْصَارَ قُومِي شَارِكِي
جَسَدُ الحُسَينِ عَلَى الصّعِيْدِ مُضَرّجٌ
تَعْدُو عَلَيْهِ الخَيْلُ عَادِيَةً بِسَنَابِكِ
والرّأسُ فَوقَ الرّمْحِ يَتْلُو آيةً
صَوتُ الحُسَينِ غَدَا إلَيْكَ مَلائِكِ
عَطَشًا قَضَوا والسّيْفُ لَمْ يَهْدَأ لَهُ
صَوتٌ عَلَى أعْنَاقِهِمْ مُتَشَابِكِ
أيْنَ الحُمَاةُ غَدَو وأَيْنَ سُيُوفُهُمْ
فَحَرَائِرٌ في وَحْشَةٍ ومَهَالِكِ
تِلْكَ الحَرَائِرُ مَا لَهَا مِنْ قَائِدٍ
غَيْرُ العَلِيْلِ بِخَيْمَةٍ مُتَمَاسِكِ
ويَأنُّ مِنْ ألَمِ الفِرَاقِ بِلَوْعَةٍ
بَيْنَ الجَحَافِلِ صَابِرًا وصَعَالِكِ
مِنْ نَسْلِهِ تَغْدُو الإمَامَةُ مَطْلَبًا
مَنْ غَيْرُهُمْ فِي العَالَمَين مَدَارِكِ
محمد يوسف آل مال الله
محرم ١٤٤٤ هـ