الرئيسية / مقالات / الارتياح مقياس للسعادة .. مع الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

الارتياح مقياس للسعادة .. مع الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

“حالة الارتياح” يبلغها الإنسان بأمرين رئيسيين، هما “الرضا والتقبل”. وهما من أهم الأبواب المفضية إلى السعادة. فالارتياح حالة يكون فيها المرء راضياً بما لديه ويفكر فيه، ومتقبلاً لكل شيء يفعله ويجري حوله. “الرضا والتقبل” يجعلان المرء يعيش في حالة ارتياح التي يسميها البعض “نقطة الثبات”.

يُلاحظ الباحثون الذين حللوا مكونات الهناء الذاتي المتعددة بأنه يوجد عند كل فرد نوع من “النقطة الثابتة” للسعادة المرتبطة بشخصيته. فكل شخص لديه بشكل طبيعي قابلية معينة لأن يكون سعيداً. وهو يجد نفسه دون مستوى نقطته الثابتة عندما يواجه وضعاً صعباً (كالمرض، والفشل المهني أو العاطفي)، لكنه يكون فوق مستوى تلك النقطة عندما يعيش تجربة إيجابية (زواج أو ترقية مثلاً)، في حين أنه يعود دائماً تقريباً بعد هذه التغيرات إلى نقطته الثابتة.

حتى إن هناك دراسات أظهرت أن غالبية الأشخاص الذين فازوا باليانصيب قد بلغوا ذروة السعادة مدة بضعة أشهر، قبل أن ينحدروا بعدها رويداً رويداً إلى مستوى الهناء الذي كانوا عليه في السابق. على العكس من ذلك، فإن عدداً من الأشخاص الذين أصبحوا معاقين إثر حادث خطير كانوا تعساء إلى أقصى حد خلال فترة من الزمن، ووصلوا إلى درجة تمني الموت، ثم تغلبت فيهم إرادة الحياة والعيش على نحو أفضل، وبعد سنتين في المتوسط، عادوا إلى “النقطة الثابتة” لكل منهم، أي إلى ذلك المستوى المُستقر من السعادة التي عرفوها قبل أن يتعرضوا للحادث.

في المقطع المرفق نقاط عن أهمية الاستقرار النفسي للأطفال ولكنها في الحقيقة نقاط مهمة لاستقرار كل فرد نفسياً في محيطة ومع ذاته.
“فلم الاستقرار النفسي” للمشاهدة اضغط هنــا

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

– في السعادة، رحلة فلسفية ص 106- 107

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *