الرئيسية / إسلاميات / التهكم والرأي النفسي وعلاج السخرية والتهكم

التهكم والرأي النفسي وعلاج السخرية والتهكم

السخرية هي طريقة من طرق التعبير، يستعمل فيها الشخص ألفاظاً تقلب المعنى إلى عكس ما يقصده المتكلم حقيقة. وهي النقد والضحك أو التجريح الهازئ. وغرض الساخر هو النقد أولاً والاضحاك ثانياً، وهو تصوير الإنسان تصويرا مضحكا: إما بوضعه في صورة مضحكة بواسطة التشويه – الذي لا يصل إلى حد الإيلام – أو تكبير العيوب الجسمية أو العضوية أو الحركية أو العقلية أو ما فيه من عيوب حين سلوكه مع المجتمع، وكل ذلك بطريقة خاصة غير مباشرة. عندما تستعمل السخرية بنية عدوانية جدا تسمى التهكم.
( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الأيمن ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات 1
سبب النزول ذكر المفسرون :
أن جملة لا يسخر قوم من قوم نزلت في ” ثابت بن قيس ” خطيب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان ثقيل السمع وكان حين يدخل المسجد يجلس إلى جنب النبي ويوفر له المكان عنده ليسمع حديث النبي، وذات مرة دخل المسجد والمسلمون كانوا قد فرغوا من صلاتهم وجلسوا في أماكنهم، فكان يشق الجموع ويقول: تفسحوا، تفسحوا حتى وصل إلى رجل من المسلمين فقال له: اجلس (مكانك هنا) فجلس خلفه مغضبا حتى انكشفت العتمة فقال ثابت لذلك الرجل: من أنت فقال: أنا فلان فقال له: ثابت ابن فلانة؟! وذكر اسم أمه بما يكره من لقبها.. وكانت تعرف به في زمان الجاهلية فاستحيى ذلك الرجل وطأطأ برأسه إلى الأرض، فنزلت الآية ونهت المسلمين عن مثل هذا العمل.. ( تفسير الامثل لآية الله مكارم الشيرازي دام ظله)
الرأي النفسي :
حاول ألفرد أدلر أن يرجع السخرية أو يحللها – كانفعال مركب – إلى الغرائز البسيطة التي تتركب منها، فقال:
“هي خليط من انفعالين هما الغضب والاشمئزاز: فنحن إذ تثور فينا غريزة النفور نشمئز، فإذا عدا الشيء الذي أثار اشمئزازنا على صفاء عيشنا، من أية ناحية من النواحي، بعثت فينا غريزة المقاتلة والانفعال المقترن بها، وهو الغضب، فدفعا بنا إلى السخرية مما بعث اشمئزازنا أو ممن أثاره في نفوسنا. ولا يخلو هذا من عنصر الزهو، لأننا ننزع إلى الرضا عن أنفسنا والاسترواح إلى شعورنا، عقب مطاوعة السخرية والانسياق معها”.(موسوعة ويكيبيديا )
التهكم
التهكم هو الكلام الذي يذكر في غير سياق التواصل المتعارف عليه بهدف النيل سلبا من مقولة أو فكرة أو معتقد أو كائن، فيكسر تتواتر مسار الحديث من المسار الجد إلى مسار هزل وهو فن يرسم الضحكة على الوجوه ولكنه يورث جرحا وينوي شرا على عكس التندر الذي لا يهدف من وراءه الإهانة أو التعرض.(موسوعة ويكيبيديا )
علاج السخرية والتهكم :
1- مراقبة النفس والتأمل في المواقف السلبية وخاصة السخرية والتهكم .
2- محاسبة النفس ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) . بشرط عدم الايغال في لوم الذات .
3- المداومة على قراءة دعاء مكارم الاخلاق .
4- تقييم علاقاتك مع الآخرين .
5- الدعاء لمن سخرت منه في ظهر الغيب .
6- الالحاح في الدعاء ليعينك الله على اصلاح نفسك .
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت 69″

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *