الرئيسية / مقالات / سحر الابتسامة

سحر الابتسامة

جاء في الحديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: “التبسّم في وجه المؤمن صدقة”، والابتسامة فن من فنون التواصل والتخاطب التي يوصى بها فهي سحر يخلق نوعًا من الألفة والمحبة بين المخاطبين.

بالرغم من ذلك فإنّ الابتسامة سلاح ذو حدين؛ الأول أنّها، أي الابتسامة، ترطّب القلوب وتشرح الصدر وتجعل المخاطبين يألفون بعضهم ويتحدثون بأريحية وسلاسة بعيداً عن التشنجات العصبية ويتقبّلون بعضهم دون حواجز أو مناكفات غير مرضية.
أمّا الحد الثاني وهو الذي تكون فيه الابتسامة مصدر قلق وخوف عندما يساء فهمها رغم براءتها من المبتسم وخصوصاً عندما تكون صادرة من الجنس المعاكس، أي من الأنثى للذكر، وهنا أشدد على كلمتي الأنثى والذكر وليس المرأة والرجل، إذ يعتقد الذكر أنّه وبمجرد أن تبتسم الأنثى يعني انجذابها له ولا شك أنّه سيتبع الابتسامة الحديث الذي يستوجب العفة والحشمة والأدب وهذا أكبر مكمن للخطر. يقول سبحانه وتعالى: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا”.
هذا لا يعني أنّ المرأة مطالبة بعدم التبسّم، فقد يكون التبسّم جزءًا من عملها وخصوصاً وظيفة الاستقبال أو قد تكون طبيبة وغير ذلك، وإنّما المطلوب مراعاة الحشمة والحياء.
على الذكر أن يتفهم أنّ تلك الابتسامة التي تصدر من الأنثى إنّما هي من الصدقات التي حثّ عليها الدين ومن ضروريات التعامل الحسن، لا من باب المعاكسة والغزل.
هناك الكثير من الموظفات يعانين من هذا التفكير الذكوري، فتراهن يبتعدن عن التبسّم خشية التفكير الذكوري المريض ما يجعل البعض من الرجال يستاء من معاملتهن ويعتقدون أنّ هذه الموظفة أو تلك عديمة الأخلاق وهذا جعل الكثير من الموظفات يتعرضن للمساءلة من قبل أرباب الأعمال وقد يتعرضن لإنهاء خدماتهن.
علينا جميعا أن ندرك خطر الابتسامة ونراعي المكان والوقت والطرف الآخر حتى لا نقع في إشكالات ومساءلات غير صحية.

الكاتب الأستاذ: محمد يوسف آل مال الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *