الرئيسية / مقالات / التكافل الاجتماعي

التكافل الاجتماعي

مما ورد في قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام أنّ الله عز وجل أوحى إليه حيث قال يا إبراهيم ابنِ لي بيتاً فبنى مسجدًا .. فأوحى إليه يا ابراهيم ابنِ لي بيتاً فبنى مسجدًا، فأوحى إليه يا ابراهيم ابنِ لي بيتاً فقال يارب بنيت بيوتاً فقال عز وجل هل أشبعت جائعاً أو كسوت عرياناً ؟!

استوقفتني هذه الكلمات الربّانية وعند التأمل فيها نستخلص منها مايلي:
– هذه البيوت أو المساجد والتي نراها منتشرة في بقاع المعمورة ولكنها خاوية من المصلين تحتاج منا أن نقف عندها ونعيد النظر فيها.
– كثرة المساجد في محيط صغير كوجود مسجدين فأكثر بنفس الحي، لذلك تجد أحد المساجد يكتظ بالمصلين بينما الآخر يكاد يكون خالياً إلاّ من عدد قليل جداً.
– الأخذ بمفهوم الصلاة من الجانب السطحي بأنّها أمر واجب الأداء وليست أداة لتقويم الإنسان وإصلاح نفسه كما يقول تعالى (إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وبالتالي يؤدي هذا الواجب وهو في مكانه.
– انشغال المصلين بالأمور الدنيوية وقلة الوازع الديني لدى البعض.

كما أننا نشاهد بأنّ بعض هذه المساجد تُبنى من قبل البعض كصدقة جارية لآبائهم أو أجدادهم وهذا أمر جيد ومستحب ومن مبادئ بر الوالدين ولكن أيهما أفضل أن تبني بيتاً تؤوي فيه أسرة أم مسجداً في وجود مسجد آخر قريبا منه؟

وهذا ما أشارت له القصة (هل أشبعت جائعاً أو كسوت عريانا؟ )
فهذا الإنسان البسيط الفقير عندما يتعرض للجوع وعدم إيجاد ما يكسو به جسده سينهار وينسى الله ويسوء خلقه.

من المهم جداً على المجتمع المسلم أن يشعر بضرورة التكافل الإجتماعي (ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها) ولا يقتصر هذا التكافل على الجانب المادي فقط وإنّما يشمل الجانب النفسي والثقافي والعلمي وغيرها ..

ورد عن رسول الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )، لذا فالمسؤولية تقع علينا جميعا ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) أي مجتمعه وليس فقط أسرته ومحيطه وذلك من أجل بناء مجتمع صالح ومتراحم كما ورد في كتاب الله عز وجل في مواطن كثيرة وكذلك في أحاديث النبي وروايات أهل البيت وأفعالهم عليهم السلام.

فلنعمل على بناء القلوب قبل البيوت لنجعلها تعمر بذكر الله.

صادق علي آل مال الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *