الرئيسية / مقالات / هل هواياتنا طريق لسعادتنا؟

هل هواياتنا طريق لسعادتنا؟

من مفاتيح السعادة الممتعة في الطريق إليها وجود هوايات تُشغل الفرد وتمتعه وتدخل عليه السرور. هوايات فردية أو هوايات جماعية. وكلما تعددت الهوايات وتنوعت عند الشخص في طريق السعادة كلما كانت فرص السعادة لديه أكبر وأطول. والهواية هي نشاط منتظم أو إهتمام يُمارس في الغالب خلال أوقات الفراغ بقصد المتعة أو الراحة، وتؤدي إلى اكتساب مهارات ومعرفة كبيرة، ولا يُقصد بها تحقيق الأجر، وإنما المتعة .

 

الهوايات كثيرة ومتنوعة مثل: هواية ممارسة أحد أنواع الرياضة كالجري والمشي والسباحة…إلخ ومتابعة أخبارها، فن الرسم التشكيلي، فنون التمثيل، هواية قراءة الكتب والمجلات والصحف اليومية، هواية كتابة القصة أو الرواية أو المقالة أو الشعر والخواطر. هواية الصيد بأنواعه كصيد السمك، وصيد الطيور، هواية تربية الطيور والحيوانات. ومن أشهر الهوايات هواية الجمع المتنوعة كجمع طوابع البريد، جمع بطاقات الهواتف، جمع العملات، جمع الدمى، جمع البطاقات البريدية، جمع تواقيع المشاهير، جمع الكتب والمجلات. هواية المراسلة، هواية التصوير بأنواعه، هواية العمل التطوعي في المجتمع، هواية تبادل البطاقات البريدية والأعمال الفنية، وتبادل الدمى، القرطاسية، الملصقات، والكتب، أو أي شيء آخر. هواية الطهي. هواية البستنة وهي الاهتمام بالزراعة ودراستها من مختلف أوجهها، مثل زراعة نباتات الزينة والنباتات المنزلية بهدف التجميل… وغير ذلك كثير.

 

الحماس والاندفاع تجاه هواية ما بحاجة لبعض الجهد والمتابعة كي تتطور الهواية ويزداد شغف المرء بها. وهي عملية مواءمة بين الجهد وتعبه من جهة، مع لذة المتعة من جهة أخرى مما يُصيغ سعادة لا نظير لها.  يقول الفيلسوف الفرنسي آلان إميل كارتييه: يمكننا القول إن لا شيء في العالم يمكن أن يروقنا من تلقاء ذاته. يجب أن نكابد الكثير من المعاناة لكي تروقنا الهندسة، أو الرسم، أو الموسيقى. وهذه المزاوجة بين المعاناة والمتعة، تتبين بوضوح من خلال الألعاب العنيفة. فمن الغرابة بمكان أن نجد أن العدائيين، والمصارعين والملاكمين يجدون متعتهم في كل هذه المعاناة التي يتكبدونها، وهذا شيء لا شك فيه”.*

 

من المهم أن تتعدد هوايات المرء التي تدخل عليه البهجة والسرور عندما يمارسها، لأنها أدوات مهمة في طريق السعادة. من هنا يكمن الفرق في الحماس والإقبال على الحياة بين من لديهم هوايات ممتعة ومن ليس لديهم هوايات حقيقية. فالرجل الذي يستشعر اللذة في مشاهدة مباراة كرة القدم يعد أرفع في هذا الصدد ممن لا يحس هذه اللذة. ومن يميل إلى القراءة يعد أحسن حالاً ممن لا يميل إليها. وكلما زادت هوايات المرء زاد اقترابه من السعادة، وقل تعرضه لضربات القدر. فهو إذا حرم من إحدى هذه الهوايات أمكنه الالتجاء إلى غيرها.  بل، يمكن لتعدد الهوايات أن يصنع للمرء تراكم نقاط النجاح نحو العيش في سعادة. ولعل من أسباب الولوج إلى الشقاء والإرهاق، والتوتر العصبي هو ألا يكون للمرء هواية لها أهمية عملية في حياته.

 

ويزداد حماس الفرد وإقباله على الهوايات كلما كان محباً لها، وهذا الحب سيدفعه لتطوير هوايته في نفسه على الدوام. لذلك، تتطور الهوايات لدى من يمارسها عندما يكون لديه الرغبة في تحسينها وتطويرها، ويعتمد ذلك أيضا على العوامل التي تسمح بتطوير المهارة أو الهواية، ومنها: تأييد الأهل، وجود الأماكن والمال والأدوات التي تكفل قيام الشخص بالهواية بكل حرية، إضافة إلى توفير حصص تدريبية تكفل تطوير الهواية، فلاعب كرة القدم مثلاً يحتاج إلى دروس تدريبية على فترات ليصبح لاعباً موهوباً ومتمرساً في هذه الهواية.

 

في المقطعين المرفقين ما يخدم فكرة المقال مع بعض التحفظ:

“أهمية ممارسة الهوايات : !The Importance of Having Hobbies”  اضغط هنا

 

 

“أخطر  10 هوايات يمارسها الإنسان فى العالم !!” اضغط هنا

 

الكاتب الأستاذ: كاظم الشبيب

* السعادة، دفاتر فلسفية، محمد الهلالي وعزيز لزرق، ص 56

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *