الرئيسية / مقالات / أي سعادة لهؤلاء؟ 

أي سعادة لهؤلاء؟ 

لا يمكن أن يكون سعيداً أو ينشر السعادة من هو في حالة تذمر مستمر… التذمر وكثرة التشكي وإدمان الشكوى، أو كما نسمي نحن الخليجيون ذلك “التحلطم، والحلطمة” من حلطم ويتحلطم، أو كما يسميه إخواننا في مصر “التبرطم، البرطمة” من برطم يبرطم… هي حالة يمتاز بها المتذمرون، المتضجرون… وهؤلاء غير مستعدين للفرح، لأن المتضجر يستخرج في كل شيء عيباً، ويرى في كل شخص نقصا،… لذلك من الصعب أن تغمر هؤلاء السعادة، بل من السهل عليهم أن يبثوا غازات التعاسة في محيطهم… وهذا مما جعل نجيب محفوظ يقول: الضجر هو سرطان الروح…

الضجور، المتحلطم، هو باحث دقيق عن عيوب الأماكن وتشوهاتها، هو فاحص قدير عن سلبيات الأشخاص وأخطاء المتحدثين، هو صياد ماهر لنواقص المبدعين وعثرات المفكرين، هو ملول سريع التبرم، متأفف ضيق الصدر، ضيق النفس فيسأم من كل شيء، وإذا لم يجد ما يضجره ويذمره في الآخرين، ربما تجده يضجر من سيارته، من بيته، ملابسه، وربما يضجر حتى من نفسه.. وكما يقول المثل التركي: 

ليس للملول صديق…فأين السعادة من المتضجرين والمتذمرين؟

ثقافة التذمر والتشكي والتحلطم هي منظومة مترابطة من: سلوك، تفكير، ردود فعل، لغة جسد، استنتاجات، استقراء، تحليل… إلخ… منه ما يكون بالصوت المسموع يصل إلى حد الصراخ والعصبية، ومنه ما يكون مجرد حديث داخلي مع النفس… وكما جاء في معجم المتجر الإلكتروني بأن الحلطمة حَديثٍ بَين الشّخصِ وَنفسِه، سَواء بِصوتٍ مَسمُوع أو خَافِت أَو سرّي، يدُورُ حُول التّذمّر والتشكّي ! ..

أو لعلّه كَلِمة دَارِجَة تَعني التذمّر مِن أمرٍ مُعيّن وَالتذمّر كَمَا فِي [مَعاجِمِ الّلغة]، هو: أ/لُوم النفس لَوْمًا شَدِيدًا. ب/التَشَكَّى والتَوَجَّعَ. ج/التهدّد وَالتّوعّد

هنا يكون الفرد قريبا للتعاسة وبعيدا عن السعادة… وقد تتحول الحلطمة أو البرطمة إلى مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج نفسي كما ذكر محمد المهنا أبا الخيل في مقال: التذمر والشكوى أزمة نفسية،جريدة الجزيرة عدد الأربعاء 11 ابريل 2018: التذمر والشكوى الدائمة هي حالة نفسية يعرفها علماء النفس بـ (Chronic Victimization) أو تمثل الضحية المزمن، وهي حالة تستدعي العلاج النفسي، ويعتقد بعض المعالجين النفسيين أن هذه الحالة تتكون لدى الشخص كحالة هروب من التحديات التي تضعها الحياة أمام صاحبها والذي يتخلى عن تكوين القدرة لمواجهة تلك التحديات بخلق الأعذار لنفسه بأن تلك التحديات ضغير عادلة وأنه غير محظوظ بمواجهتها… فأي سعادة لهؤلاء المتحلطمين؟

في المقاطع القصيرة المرفقة بعض التوجيهات حول المتذمرين والتذمر لعلها تنفع في تعميق فكرة المقال

“توقف عن التذمر  !!” لمشاهدة المقطغ اضغط (هــنا)

“(التذمر – سلسلة بفكر بصوت عالي (الحلقة الثانية 2” لمشاهدة المقطغ اضغط (هــنا)

“لنبتعد عن ثقافة الشكوى والتذمر” لمشاهدة المقطغ اضغط (هــنا)

“هكذا تتغلب على التذمر # (This is how you overcome (complaining” لمشاهدة المقطغ اضغط (هــنا)

مع خالص تحياتي 

الكاتب الاستاذ: كاظم الشبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *