العليوات العليوات
حدثت هذه القصة في مدينة تورنتو في كندا، حيث قرر ثلاثة طلاّب كسولين في المرحلة الثانوية يوم الأحد من أحد الأسابيع الدراسية أن يخرجوا للصيد فاصطادوا ثلاث من الماعز وعلّقوا على كل واحدة منها رقماً؛ فوضعوا على الأولى رقم ١ والثانية رقم ٢ والثالثة رقم ٤ وأخذوا الماعز الثلاث إلى مدرستهم وأطلقوا سراحهم فأخذت تجول وتصول بحرية بين الممرات والفصول وقد ملأت المدرسة بخراجها (الروث) حتى لم يخلُ مكان من ذلك الخراج ما جعل المدرسة مكاناً لا يطاق من تلك الرائحة الكريهة.
ما أن حضر المدرسون والطلبة في اليوم التالي حتى رأوا ذلك المنظر الغريب فبدأوا في البحث عن تلك الماعز فوجدوا ماعز رقم ١ وماعز رقم ٢ وماعز رقم ٤ فظلوا يبحثون ويبحثون عن الماعز رقم ٣ مادعاهم إلى أن يخلوا المدرسة بالكامل ويعطوا الطلبة إجازة رسمية حتى يتمكنوا من العثور على الماعز رقم ٣. ولو بقوا يبحثون لعدة أيام فإنّهم لن يجدوها لأنّها غير موجودة في الأصل.
هكذا الإنسان دائماً يبحث عن الأشياء التي ليس لها وجود ويتذمر من كل شيء، سواء في علاقاته الاجتماعية أو أعماله التجارية والمهنية وأحواله المالية وكذلك انجازاته. نحن بحاجة لأن نستمتع بما لدينا من نِعَمْ ونشكر الله سبحانه وتعالى عليها بغض النظر عن النواقص التي لو وجدت لربّما كانت وبالاً علينا. الله وحده يعلم بما يصلح لنا فيعطينا ما نحتاج، لا ما نريد.
لذا لا تدع ما في مخيلتك يستحوذ على تفكيرك ويكون أكبر همّك. توقف عن البحث فيما ليس موجوداً في الأصل. كن واقعياً وتطلّع إلى المزيد بعين الرضا واليقين وبادر بالعمل من أجل تحقيق ما تحتاج واملأ حياتك بالسعادة والأنس والرضا.
محمد يوسف آل مال الله
