الرئيسية / مقالات / إقامة العزاء بأمر الرسول صلى الله عليه وآله | بقلم ميثم آل قنبر

إقامة العزاء بأمر الرسول صلى الله عليه وآله | بقلم ميثم آل قنبر

يحدثنا التاريخ أنه
…. ( لَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ ص مِنْ أُحُدٍ رَاجِعاً للمدينة مَرَّ عَلَى دُورٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَسَمِعَ الْبُكَاءَ وَ النَّوَائِحَ عَلَى قَتْلَاهُمْ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ وَ بَكَى ثُمَّ قَالَ لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ فَسمعَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ذلك فأَمَرَا نِسَاءَهُمْ أَنْ يَذْهَبْنَ فَيَبْكِينَ عَلَى عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ص بُكَاءَهُنَّ عَلَى حَمْزَةَ خَرَجَ إِلَيْهِنَّ وَ هُنَّ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ يَبْكِينَ قَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ص ارْجِعْنَ يَرْحَمُكُنَّ اللَّهُ فَقَدْ وَاسَيْتُنَّ بِأَنْفُسِكُنَّ )

لاشك إن كل قول وفعل لرسول الله صلى الله عليه وآله هو حجة علينا إذ هو النبي الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فلم نجده يوما عظّم أحداً وأمر بتعظيمه إلا بمقدار عطائه وتضحياته في سبيل دين الله عزوجل ، إن إستنكار رسول الله صلى الله عليه وآله وعتابه للمسلمين بعدم إقامة العزاء على سيد الشهداء حمزة عليه السلام هو ليس بدافع قرابته منه وإنما بدافع قرابته من الإسلام وعطائه العظيم ، يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بتعظيم أهل الدين حتى بعد رحيلهم وذلك بإقامة العزاء عليهم والحزن على فقدهم ، ولم يكتفي صلى الله عليه وآله بذلك ( إقامة العزاء والحزن ) بل أكد عليه مراراً وبطرق شتى ، فقد روي عن رسول الله (ص) قوله من زارني ولم يزر عمي حمزة فقد جفاني . وقد دأبت الصديقة الطاهرة (ع) أن تتعهد عمها حمزة بالزيارة بعد وفاة أبيها (ص). فقد كانت (ع) تخرج يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع الي زيارة حمزة وباقي شهداء أحد فتصلي هناك وتدعو الى أن إستشهدت سلام الله عليها ، فلم يكن حمزة نبياً أو إماماً أو حتى وصيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله شدد على تعظيمه وذكره وإقامة العزاء عليه وزيارته .

هذه بعض من تعاليمه صلى الله عليه وآله وهو الأسوة الحسنة والمصداق الأكمل لأمر الله عزوجل ، وهذه الخطوط العريضة من التعاليم نستلهم منها الكثير نحو الطريق الإكمل لرضى الله عزوجل والتقرب إليه ، ولم يكن الأمر مقتصراً على عم النبي حمزة سلام الله عليه بل إنه صلى الله عليه وآله ورد عنه الكثير الكثير من الحث على تعظيم شخصيات بذلت وأعطت في سبيل رفعة الإسلام من أمثال السيدة العظيمة خديجة وأبو طالب وغيرهما الكثيرين .

ومن ذلك نحن حين نحيي ذكر عظيم من عظماء الإسلام إنما نمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وآله الذي أمر بتعظيمهم وإستذكار عطائهم وفضائلهم وثباتهم وتضحياتهم في سبيل الإسلام ، ألا والعجب كل العجب من استهجان البعض إقامة مجلس يُذكر فيه عطاء وتضحيات وتفاني أم البنين عليها السلام أو ثبات وصمود أبو طالب عليه السلام وغيرهم الكثيرين الذين لازلنا مقصرون في حقهم ….
و على نهجم وسيرة أمير المؤمنين علياً عليه السلام الذي يصفه ضرار بن ضمرة…في خطبة القاها على معاوية وقال فيما قال (يُعَظِّمُ أَهْلَ الدِّينِ) سرنا بتعظيم أهل الدين من رجاله ونسائه …
أوليس النبي وعليا وسائر أهل البيت عليهم السلام هم أسوتنا التي بهم نقتدي؟؟

فما هذه المجالس إلا ذكر لله عزوجل وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحابتهم المنتجبين… هي محطات معنوية تربوية يستقي منها المؤمن تعاليم الدين الحنيف وفيها يجتمع المؤمنون… فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال للفضيل بن يسار: يا فضيل « أتجلسون وتتحدثون؟ »قال: نعم جعلت فداك. قال الإمام الصادق : «إن تلك المجالس أحبها. فاحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا.

وهناك الكثير مما لا يسعه المقام ما يدعونا ويؤكد علينا لإقامة هذه المجالس الشريفة التي بها حفظ المذهب الشريف
وتنورت منها العقول

نسأل الله أن يثبتنا على ولاية محمد وآله الطاهرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *