الرئيسية / مقالات / زارني فزرته | بقلم نجفيه حماده

زارني فزرته | بقلم نجفيه حماده

زارني فزرته

قال اَللَّه تَعالَى فِي مُحكَم كِتابه ﴿ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [ الأنعام: 160] كمَا قال عزَّ وجلَّ ﴿ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ﴾ [ الإسراء: 7] مَا أَصعَب التَّناقضات فِي علاقاتنَا الاجْتماعيَّة ، نُحِب بعضِنا ونجْرح بعْضنَا بِنَفس الوقْتِ ، فالْكلُّ يَتَنافَس فِي سِبَاق مَن الأفْضل . . وَممَّا يُؤسَف لَه أَننَا نعيش تَحت نَظَريَّة المعاملة بِالْمِثْل . . زَارَنِي فزرته ، أهْداني فسأُهديه ، عَادَنِي أَثنَاء مَرضِي فسأعوده ، لَم يَحضُر حَفْل زَواجِي فلن أَحضُر زواجه وهكذَا . . وَهذِه الظَّاهرة مُنتشرَة حَتَّى مع الأقارب وأفْرَاد المجْتمع بل قد تَصِل فِيمَا بَيْن أَفرَاد العائلة الواحدة . .
اَلعُمر قصير وَأجنِحة اَلحُب تُرفْرِف فِي كُلِّ بَيْت فلماذَا لَا نَنثُر الزُّهور فِي قُلُوب بَعضُنا ؟ ! لِماذَا لَا نضع أعْذارًا لِبعْضِنَا لِيبْقى اَلوِد ويعمِّر اَلحُب ؟ ! أليْس اَلنبِي ( ص ) أوْصانَا بِأن نَحمِل إِخْواننَا على سبْعين محمَلاً ؟ ! هل نَفدت المحامل فِي صُدورِنَا ؟ ! لِماذَا لَا نَكُون نَحْن المبادريْنِ ؟ فلماذَا هذَا الكبْرياء ؟ !
اِجْعلوا صَفَاء النَّوايَا تَسكُن أرْواحكم لِتثْلج صُدورَكم وتسْمو . . خلف كُلِّ باب قِصص وحكايات وابْتلاءات لَم ولن تظْهر . . فرفْقًا بِبعْضِكم بعْضًا . . فالْعلاقات لَا تُقَاس بِالْحبِّ المشْروط . . أَنْت حِينمَا تُسَاعِد فقيرًا فَإنَّك تُدخل السُّرور لِقلْبه . . فمَا بَالُك بِأقْرب النَّاس إِلَيك وأنْتَ تَدخُل عليْه مُبْتسِمًا حِينمَا تَعودُه أَثنَاء مَرضِه وَتحكِي لَه كم أَنَّك تَفتقِده . . كَيْف سَيكُون وقع مِثْل هَذِه المبادرة على علاقاتكم فَمِن اَلمُؤكد أَنهَا ستقوى وَتُزهِر . .
كَبِيرَةٌ هِي وَعَظيمَة تِلْك الأرْواح المبادرة اَلتِي تَجعَل نِيَّتهَا مع اَللَّهِ وباللَّه . . فأنْتَ حِينمَا تبادِر فَإنَّك تَعمَل لِنفْسك وَاَللَّهُ سيكون معك ويسهِّل دَربَك . . كُن كريم المشاعر لَا تُبَالِغ فِي حُبِّك حَتَّى لَا تَنكَسِر وَلكِن كُن حذرًا مِن أن تَكسِر قلْبًا فيدْعو عليْك . . كُن مَظلُوما ولَا تَكُن ظالمًا فالْعدالة الإلهيَّة سَتنزِل ولو بَعْد حِين . . تَيقَّن ذَلِك والْأمْثال كَثِيرَة فِي هَذِه الدُّنْيَا . .
اَلحُب والسَّلام الرُّوحيّ يَقوَى بِنَثر المحَبَّة . . كُونُوا مُتماسكين . . أوْقفوا رِيَاح سُوء اَلظَّن بيْنكم لِأنَّ أَنفُسكم ستتْعب إِن واصلْتم فِي هذَا المسَار . . اِرجِعوا إِلى المسَار اَلصحِيح وبادروا واعْملوا بِالَّتي هِي أَحسَن . .
بدأ اَلْعام اَلجدِيد فاجْعلوا شِعَار التَّسامح حاضرًا فِي قُلوبِكم . .
دُمتُم بِخَير وَسَعادَة

تعليق واحد

  1. كلام جميل كن سبباً في تقارب القلوب وبداً بالبر وصله الرحم والعفو عن الناس وابسط وجهك لناس وذكر محاسنهم وكف عن أسائتهم ولاتذكرهم الا بخير
    وكن طاهر القلب واللسان .
    أسال السلامه للجميع

اترك رداً على علي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *