الرئيسية / مقالات / اَلظَّنّ اَلْجَمِيل بقلم | نجفيه حماده

اَلظَّنّ اَلْجَمِيل بقلم | نجفيه حماده

خَلَقَنَا اَللَّهُ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِنَتَآلَف وَنَتَمَاسَك وَنَنْهَل مِنْ بَعْضِنَا كَافَّة اَلْعُلُومِ . . . جَعَل اَلسَّلَام فِي قُلُوبِنَا خِيرَةً وَمَنْهَجًا . . . فَلِمَاذَا لَا نَسِيرُ فِي اَلْمَسَارِ اَلصَّحِيحِ وَنَجْعَلُ وَسَاوِسَ اَلشَّيْطَانِ تَتَحَكَّمُ وَتَغَيّرَ مَسَارِنَا وَتَجْرَحُ أَنْفُسُنَا وَتُضَعّفنَا ؟
إِنَّهَا مَسْأَلَةٌ اِخْتِيَارِيَّةٌ لَا إِجْبَارِيَّةً . . . أَنْتَ اَلَّذِي تَخْتَارُ مَا إِذَا أَرَدْتَ اَلسَّعَادَة مَعَ نَفْسِك . . . فَأَنْتَ صَانِعُهَا لَا اَلْبَشَرِ . . . قُلُوبُنَا كَالزُّجَاجِ سَهْلَة اَلْكَسْرِ . . . تُقَوَّى بِالْمَشَاعِرِ اَلْجَمِيلَةِ وَالْكَلِمَةِ اَلطَّيِّبَةِ . . .
نَتَخَبَّطُ فِي هَذِهِ اَلدُّنْيَا بَحْثًا عَنْ شَيْءٍ يَجْعَلُنَا مُتَمَاسِكِينَ فِي وَجْهِ كُلِّ مَا يُؤْذِينَا . . . مَا أَجْمَل حُسْنِ اَلظَّنِّ بِكُلِّ اَلْبَشَرِ فَبِهَا تَسْمُو أَنْفُسُكُمْ وَتَتَوَقَّد مَحَبَّةً وَأُلْفَة . . .
فَكَمْ مِنْ اَلْعَلَاقَاتِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْعَائِلِيَّةِ تَهَدَّمَتْ وَقُطِعَتْ بِسَبَبِ سُوءِ اَلظَّنِّ فَتَجِدُ اَلْأَخَ قَاطِعٌ صِلَتَهُ بِأُخْتِهِ أَوْ أَخِيهِ . . أَوْ تَجِدُ اَلْعَلَاقَةُ اَلسَّطْحِيَّةُ بَيْنَ اَلْأَبْنَاءِ وَوَالِدَيْهِمْ . . وكُلُّهَا بِسَبَبِ سُوءِ اَلظَّنِّ . .
اُنْشُرُوا اَلْمَحَبَّةَ بَيْنَكُمْ فَنَحْنُ فِي جِسْرِ عُبُورٍ . . تَسْتَطِيعَ أَنْ تُحْدِثَ أَثَرًا بِنَثْرِكَ لِزُهُور صُنْعِكَ . . كُنّ كَالْغَيْمَةِ اَلَّتِي تَمُرُّ وَلَا تَضُرُّ . . اِبْتَسِم فِي وَجْهِ كُلِّ اَلْبَشَرِ حَتَّى لِمَنْ آذَاكَ وَظَلَمَكَ . . لِأَنَّكَ سَتَزْرَعُ سَلَامَكَ اَلْقَلْبِيَّ بِنَفْسِكَ . . تَعَايش مَعَ مُخْتَلِفِ نَفْسِيَّاتِ اَلْبَشَرِ بِالْمَحَبَّةِ وَحُسْنِ اَلْخُلُقِ . . وَسَيُسَخِّرُ اَللَّهُ لَكَ أَحْبَابُ خلقَهُ . .
لَا تَقُل بِأَنَّ اَلدُّنْيَا مُخِيفَة.. وَلَكِنْ اِجْعَلْ مَخَافَةَ اَللَّهِ فِي تَعَامُلِكَ مَعَ اَلْجَمِيع..
اِجْعَلْ سَمَاءَكَ صَافِيَةً . . فَمَنْ يُبْحِرُ فِي نَوَايَا اَلنَّاسِ حَتْمًا سَيَخْسَر . . فَاجْعَلْ ظَنَّكَ بِهمْ خَيْرًا
اِسْعَ فِي إِصْلَاحِ كُلِّ عَلَاقَةٍ عَصَفَتْ بِهَا رِيَاحَ اَلظَّنِّ سُوءًا فَدَمَّرَتْ بُيُوتًا كَانَتْ بِالْحُبِّ وَالضِّحْكَةِ مُزْدَانَةٌ . .
نَحْنُ لَسْنَا مِثَالِيّين وَلَكِنْ نَسْعَى لِأَنْ نَكُونَ جَمِيلين وَلُطَفَاء بِأَخْلَاقِنَا . .
كُلّنَا بَشَرٌ وَلَكِن هُنَاكَ مَنْ اِخْتَارَ لِنَفْسِهِ رَاحَةَ اَلْبَالِ فَسَيّرَه اَلله بِالْقَنَاعَةِ وَالْخَيْرِ فَتَرَاهُ سَعِيدًا رُغْمَ كَثْرَةِ اَلْعَوَاصِفِ حَوْلَهُ . .
أَيُّهَا اَلْقَارِئُ دُمْتَ بِالْخَيْرِ وَالسَّعَادَةِ وَالْحُبِّ وَالظَّنِّ اَلْجَمِيلِ . . وَتَذَكَّرَ أَنَّ نَبِيَّنَا هُو صَاحِبَ اَلْخُلُقِ اَلْعَظِيمِ ( ص ) فَهُوَ خَيْر قُدْوَةٍ . .
عِشْ بِسَلَامٍ وَحُبّ وَاَلله مَعَ اَلصَّابِرِين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *