الرئيسية / إسلاميات / يصر قلمي على أن يبقى مع الإمام الحسين وصحبه عليهم السلام | بقلم الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

يصر قلمي على أن يبقى مع الإمام الحسين وصحبه عليهم السلام | بقلم الأستاذ محمد يوسف آل مال الله

مواقف خالدة

رَهْطٌ عَلَى أرْضِ الطّفُوفِ تَوَزّعُوا
بَاعُوا النّفُوْسَ رَخِيْصَةً، لَمْ يَجْزَعُوا

هَذَا الحُسَيْنُ وذَاكَ عَبّاسٌ غَدَا
لِلْحَرْبِ يَحْصُدُ فِي الرّؤوسِ وَيَقْرَعُ

صَعَدَ الفُرَاتَ وَلَمْ يُعَايِنَ طَعْمَهُ
هَيْهَاتَ أنْ يَشْرِ النّفُوسَ وَيَخْضَعُ

رَكِبَ المُطَهّمَ عَائِدًا نَحْوَ الْخِيَامِ
وَقَلْبُهُ مِنْ حُزْنِهِ يَتَقَطّعُ

حَتّى قَضَى أمْرًا عَلَيْهِ مُسَلّمًا
بِالرّوْحِ يَمْضِي لِلْجِنَانِ ويُسْرِعُ

والأكْبَرُ الضّرْغَامِ جَالَ مُهَرْوِلًا
بَيْنَ الصّفُوفِ بِهِمّةٍ يَتَدَرّعُ

سَيْفٌ هَوَى فَوْقَ الرّقَابِ مُكَبّرًا
ولِسَيْفِهِ بِنِحُوْرِهِِمْ إذْ يُشْرِعُ

والْقَاسِمُ الْعِرّيْسُ يَنْهَضُ قَاصِدًا
نَحْوَ الشّرِيْعَةِ كَيْ يَصُوْلَ ويَرْجِعُ

شُسْعُ النّعَالِ أعَاقَهُ، لَمْ يَكْتَرِثْ
غَمَرَ الْفُؤَادَ، لِنَعْلَهِ إذْ يَصْنَعُ

حَتّى أتَى سَيْفُ الْلَعِيْنِ مُذَوّيًا
نَحْوَ الشّبَابِ لِرَأسِهِ إذْ يَقْطَعُ

جَمْعٌ مِنَ الأنْصَارِ تَغْمُرُهُمْ قَنَا-
دِيْلُ الْجِنَانِ سَعَادَةً إذْ يُهْرِعُوا

مَدّوا السّوَاعِدَ نُصْرَةً لِإمَامِهِمْ
حَتّى مَضَوا، صَوْبَ الْخُلُوْدِ تَجَمّعُوا

بَقِيَ الْحُسَيْنُ لِوَحْدِهِ بَيْنَ الْعِدَا
مُسْتَنْصِرًا، مُسْتَصْرِخًا يَسْتَرْجِعُ

مَا مِنْ مُجِيْبٍ يَقْسِمُ صَادِقًا
غَيْرُ الْحِسَامِ لأمْرِهِ إذْ يَسْمَعُ

وَرَضِيْعُهُ بَيْنَ الكُفُوفِ مُقَمّطًا
يَشْكُو الظّمَى ألَمًا وَلَا مَنْ يُرْضِعُ

حَتّى أتَى سَهْمُ المَنُوْنِ لِنَحْرِهِ
رَفَعَ اليَدَيْنَ لِرَبّهِ يَتَضَرّعُ

وَلِزَيْنَبٍ دَوْرٌ غَدَا مِنْ أمّهَا
شَمًّا لِمَنْحَرِهِ الشّرِيْفِ تُوَزّعُ

وَقَفَتْ تَوَاجِهُ يَثْرِبًا تَرْمِي السّلَامَ
لِأمّهَا والدّمْعُ مِنْهَا يَنْبَعُ

ِفي لَحْظَةٍ كَانَ الحُسَيْنُ ُموَدّعًا
كُلُّ اليَتَامَى والنّسَاءُ تَجَمّعُوا

وَسُكَيْنَةٌ مَذْهُولَةٌ بَيْنَ النّسَا
كَيْفَ الأمَانَ وقَلْبُهَا يَتَصَدّعُ

زَيْنُ الْعِبَادِ بَقَى يُنَاشِدُ زَيْنَبًا
هَلْ مِنْ جَوَادٍ امْتَطِيْهِ فَأُسْرِعُ

هلّا نَظَرْتِي إلَى السّمَاءِ تَغَيّرَتْ
رَأسُ الحُسَيْنِ وشَيْبَهُ إذْ يُرْفَعُ

وَمَلَائكٌ حَوْلَ الرّؤوْسِ تَجَمّعَتْ
تَبْكِي الْحُسَيْنَ وَصَحْبَهُ تَسْتَشْفِعُ

محمد يوسف آل مال الله
صفر ١٤٤٤ هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *