أبو الفضل العباس عليه السلام | بقلم محمد يوسف آل مال الله

مِنْ حَيْدَرٍ بَطَلٌ أتَى مُتَهَلّلَا
فِيْ كَرْبَلَا لِلْحَرْبِ صَارَ مُؤَمّلَا

قَمَرٌ يُعَانِقُ شَمْسَهُ مِنْ يَومِهِ
رُوحُ الحُسَيْنِ بِقَلْبِهِ لَنْ تَذْبُلَا

رَكِبَ الجَوَادَ ولَمْ يَكُنْ مُتَوَجّسًا
سَهْمًا غَدَا نَحْوَ الفُرَاتِ مُهَرْوِلَا

تِلْكَ الجِيُوشُ ومَنْ بِهَا لَمْ يَصْمُدُوا
عَبّاسُ ذو البَأسِ الشّدَيْدِ مُزَلْزِلَا

بِيَمِيْنِهِ حَمَلَ الحُسَامَ وسَاقَهُ
حَيْثُ الشّرِيْعَةِ قَاصِدًا مُتَرَجّلَا

بِحُسَامِهِ، شَقّ الفَضَا مُتَرَنّمًا
بِالْحَزْمِ والإنْصَافِ زَانَ بِكَرْبَلَا

مِنْ نَهْرِهَا يَرْوي الظّمَا وَكَأنّمَا
كَأسُ المَنِيّةِ سَاكِبًا حَيْثُ انْجَلَا

قَلَبَ اليَمِيْنَ عَلَى الشّمَالِ مُزَمْجِرًا
كَالْمُرْتَضَى بَلْ شِبْلُهُ قَدْ أقْبَلَا

هَزَمَ الجِيُوشَ ولَمْ يَكُنْ فِي ظَنّهِمْ
أنّ المُقَاتِلَ صَعْقَةٌ قَدْ أُنْزِلَا

قَطَعُوا اليَمِيْنَ ولَمْ يَرَى فِي بَأسِهِ
إلّا الحُسَامَ شِمَالَهُ قَدْ أوْكَلَا

بِالصّدْرِ امْسَكَ رَايَةً فِي رَسْمِهَا
سُرّ الْحُسَيْنِ إشَارَةً قَدْ أوْصَلَا

سَقَطَ اللِوَاءُ ولَمْ يَكُنْ لِهَزِيْمَةٍ
لَكِنّمَا رَيْبَ المَنُونِ تَعَجّلَا

نَادَى ومَا لِنِدَائِهِ مِنْ سَامِعٍ
غَيْرَ الحُسَيْنِ مُلَبّيًا ومُهَلّلَا