الرئيسية / مقالات / مدينة الأفكار

مدينة الأفكار

عقد جماعة من الأصدقاء العزم على السفر إلى مدينة الأفكار، فأخذوا يقلّبون صفحات الكتب التاريخية وينهلون من تلك التجارب المدوّنة ويرسمون مخططهم العظيم للوصول إلى تلك المدينة الشامخة.

بدأوا المسير بهمة وحيوية ونشاط، فقطعوا مسافة طويلة وهم في تناغم ووئام، يتسامرون ويتبادلون الأحاديث التي تصب في كيفية الوصول إلى هدفهم ومبتغاهم إلى أن وقف أحدهم متصلّبًا. نظروا إليه وسألوه: ما بك وما الذي أوقفك؟ علينا أن نواصل الدرب، فالمدينة بعيدة والمسافة طويلة وتحتاج إلى المزيد من الطاقة والهمّة.

ردّ عليهم: إنكم وبهذا المسير تحرموننا من الكثير من المتعة، فهناك طرق أخرى ستساعدنا على الوصول إلى المزيد من المدن الأخرى الجميلة. انقسموا فيما بينهم، منهم من وافقه وآخرون لا يرون أنّ ما يرمو إليه يوصلهم إلى مدينة الأفكار، وآخرون وقفوا على الحياد.

تم اتخاذ القرار الحاسم في أن يفترقوا وتتجه كل مجموعة إلى هدفها حتى لا تكون هناك فتنة فيما بينهم.

قررت الجماعة الأولى أن تواصل مسيرها دون أن تلتفت إلى المجموعة الثانية لأنهم على يقين بأنهم يسلكون الطريق الصحيح وما بدر من ذلك الصديق الذي وقف متصلّبًا إلاّ وهم جارف وإن رأى فيه ما يوصله إلى مدينة أخرى طيّبة.

هكذا هو الحال عندما يجتمع جماعة لعمل مشروع ما، فإنك ستجد مَنْ يقف أمامك ويبدي لك كل الأوهام التي تعيق مشروعك كالمنجّم الذي يقرأ الطالع. لا تستسلم لتلك الأوهام، بل عليك المضي قُدمًا في تحقيق أهدافك التي رسمتها من خلال أحلامك متحدّيًا كل الصعوبات ومشمّرًا عن ساعديك. يقول سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً فامشوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النشور – الملك «15».

تعليق واحد

  1. احسنت ابو يوسف موضوع جميل

    غياب الرؤيه الحقيقية الى قرأت المستقبل يجعل الإنسان يتراجع ، اي مشروع يحتاج إلى التخطيط وتحديد المسار الصحيح من البدايه الى النهايه اغلب المشاريع الفاشله هي تمنيات فقط ، أعتقد الأعمال الناجحة تأتي من خلال المعرفة والتخطيط المسبق ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام الى كميل " ما من حركة إلا وانت محتاج فيها إلى معرفة "

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *