الرئيسية / منوعات / موقف من الحياة

موقف من الحياة

حسن وسوء نية 

قدم وثيقة استقالته وأصر على المدير في أن يقبلها .. وما إن سمعت لم أستوعب فكيف يقدم مشرفي على خطوة جريئة كهذه وهو في عنقه يعيل خمسة من البنين. تناسيت مابيننا من جدال يحدث أحياناً ويكون نصيب الأسد بسببه وبأنه في حالة استقالته سأكون المرشح الأول  لشغل منصبه وحملت نفسي وذهبت إليه لأطرح مادار في ذهني عليه وأحاول إقناعه بالعدول عن قراره وبأننا جميعاً نمر بلحظات ضغوطات في العمل ومع ذلك فهذا ليس الحل الأنسب بالهروب بل بمواجهة الصعاب. حاولت جاهداً تهدئته وبانه ليس وحيداً وبأن عليه أن يفكر في مستقبل أبنائه ،وبعد فترة من النقاش قرر العدول عن رأيه فشعرت بالفرح وقمت بتشجيعه أن يذهب للمدير في الحال ويخبره بعدوله عن قرار الاستقالة ففعل. بعد مضي شهرين من الحادثة تفاجأت بقدوم المدير إلى مكتبي وهو غاضباً ويحاسبني على تقصير حدث في العمل فقدمت له إفادة بإن هذا ليس بسببي وبانه ليس من ضمن مسؤولياتي ومع ذلك فسوف أخذ ماذكره بعين الاعتبار وادقق في ماحدث، فنظر إلي متعجباً وأخبرني بإن مشرفي هو من نقل له ذلك وأضاف له الكثير من البهارات وبانه يحاول تصيد بعض الهفوات التي تصدر مني ، حينها وجمت في مكاني ونظرت للمدير  متعجباً كيف يصّدق ذلك وهو يعرف قدر أمانتي في العمل  فكان جوابه ماذا كان سيحدث قبل شهرين  إذا لم احشر أنفي في قرار استقالة المشرف ذاته  ؟ وقال لي قال عجاف القلوب لن ينفع معهم ود حتى لو زرعت لهم سبع سنابل حب 

حينها تسائلت من أعماق نفسي هل حسن النية والتفكير بالأخرين جريمة  نعاقب عليها في وقتنا الحاضر ؟! هل كان علي أن التزم الصمت والتزم شعور اللامبالاة ؟! لأن بذلك سأكون ارتقيت في سلم وظيفتي درجة وأوصدت الباب الذي تهب منه الرياح ! 

صمت برهة وتذكرت قول الباري ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *