الرئيسية / مقالات / ماذا حصدنا من عاشوراء …

ماذا حصدنا من عاشوراء …

ها هي أيام محرم وصفر وثمانية أيام من ربيع الأول قد انتهت بما فيها من مصائب وآلام على أهل البيت وبدأت أيام الفرح والسرور من اليوم التاسع لهذا الشهر المبارك ربيع الأول بتنصيب ولي الأمر وصاحب العصر الإمام الثاني عشر الإمام الحجة المهدي بن الحسن عجّل الله تعالى فرجه الشريف إمامًا وحجة على العباد، والسؤال الذي يطرح نفسه… بماذا خرجنا من تلك المآتم وتلك الفعاليات التي صاحبت تلك المناسبات الدينية؟

لقد أفنى الكثير من الخطباء والمتحدثين والمثقّفين والناشطين والفنّانين بنشر القيم الربّانية والأهداف السامية والدروس والعِبَر التي تضمّنتها تلك المناسبات وعلى رأسها ملحمة الطف الخالدة من خلال خطبهم وكلماتهم ولوحاتهم الفنية وأوضحوا العديد من الأمور المهمة للسير على خطى الإيمان وطريق الرحمن وبذلوا جهودًا كبيرةً وقضوا أيّامًا عديدة في التحضير والعمل الشاق لبيان وإيضاح تلك القيم والأهداف.

ربّما انتهت المناسبات العصيبة ولكن لابد أن تبقى آثارها وفوائدها جليّة وواضحة تتجسد من خلال عملنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا وأن يشعر كل منّا بالتغيير الداخلي وأن تكون تلك المحطات مصدرًا للتزوّد منها بما ينفعنا في الدين والدنيا وأن نجعل منها محطات لبث روح العمل الصادق وأن نشعر بالتغيير الحقيقي الذي يرفعنا من مستوى إلى آخر أعلى وأن تكون تلك الجهود التي بُذلت من أجل إحياء تلك المناسبات قد أتت بأكُلِها واستثمرنا فيها بما نحن أهل لذلك.

على كل واحد منّا أن يسأل نفسه… كيف كنت قبل بزوغ هلال شهر المحرم وكيف أنا الآن بعد انتهاء هذا الموسم العظيم؟ هل شعرت بالتغيير أم مازلت على نفس الوتيرة والكيفية بعد انتهائها؟ ماذا كسبت وماذا خسرت وماذا تغيّر في سلوكي وتصرفاتي وقبل ذلك، ماذا عن واجباتي الدينية والأخلاقية والاجتماعية؟

كيف يراني الآخرون وكيف أريدهم أن يروني؟ ماذا أستطيع أن أصنع لأجعل دائرة تأثيري الإيجابي على الآخرين أكبر من دائرة اهتماماتي؟ كيف لي أن استفيد من تلك القيم والأهداف التي استمعت إليها عبر المنابر والحسينيات والمجالس والندوات والمحاضرات لأصنع من نفسي شخصًا أكثر اهتمامًا بالدين والمجتمع؟

ثق تمامًا أنّك حينما لا تجد تغييرًا في ذاتك فاعلم أنّ حضورك تلك المجالس واستماعك للمحاضرات ما هو لّا تحصيل حاصل، لا ينفعك شيئًا، فقيمة ذلك الحضور هو الخروج بفوائد تساعدك على العيش بسعادة وتغرس فيك روح المبادرة وتنمّي لديك الحب للآخرين وتدفع بك نحو الصلاح وعمل الخير ومساعدة المحتاجين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *