الرئيسية / منوعات / بَيْن يديّ كِتاب

بَيْن يديّ كِتاب

القراءة تساعدنا على الإبحار بفكرنا بين قصص من الواقع لا الخيال لنصل لحقيقة أن الحياة أقصر من أن تضيع في الإعتكاف في كهف الحزن والإنهزام ..بل علينا أن نثق برب العباد الذي جعل مع كل عسر يسريين وأن نتمسك بالأمل ..

الكتاب الذي سنبحر بين صفحاته هذا اليوم

الراقصون تحت المطر

لـ ساجد العبدلي

عدد صفحات الكتاب: 123

يبدأ الكتاب بمقدمة ينقش بها الكاتب كلمات شكر لمن استقطع من وقته جزء لتصفح هذا الكتاب. تتلوها سطور تحت عنوان الراقصون تحت المطر بإنه لا توجد حياة كلها سعادة وهناء ولا حياة كلها بؤس وشقاء، جميعنا ندرك أن الحياة تراوح ما بين لحظات السعادة والهناء ولحظات الحزن والشقاء، وبالطبع فإن هذه اللحظات تكون بأقدار ودرجات متفاوتة وفقا لظروف كل إنسان، سعادة بالغة وفرح شديد أوسعادة وفرح أقل .وما أعنيه هنا بقولي “بشكل نسبي” أن ما قد يراه أحدهم من دواعي السعادة قد يكون بالنسبة إلى شخص آخر، أو ربما لذات الشخص في ظروف وملابسات أخرى من دواعي الحزن والشقاء.

يأتي الكتاب على شكل عنوانين مختلفة منها على سبيل الذكر

تأنق واخرج على الدنيا،الحواس أكثر من خمس،عيوبنا وعيوب الناس،كيف تتخلص من السلبية،المدارات الذهبية للسعادة ،مواصفات القائد الحق،سبعة عادات يحرص عليها الناجحون ، خمسة أخطاء لايقترفها الناجحون وغيرها …

من بعض ماورد في الكتاب

حياتنا جميعاً أشبه بحياة هذا الحكيم، تتناوشنا الضغوط والهموم من كل الاتجاهات، ونحن اليوم في “عصر الضغط” الذي يأتينا من كل ناحية بلا منازع، لكن الفرق بين كل فرد منّا وأخيه، هو في طريقة رد الفعل والتعامل مع هذه الضغوط.

التعامل مع الضغوط من حولنا بطريقة عملية يجب أن يكون على ثلاثة أشكال؛ إما بالمواجهة الفورية بعد تحديد مصدر الضغط وسببه والسعي إلى معالجته، وإما بتأجيل المعالجة إلى وقت مستقبلي، إن كان هذا ممكناً، وإما بالتعايش والتجاهل، لكن المهم في هذه الأشكال الثلاثة ألا يتمكن الضغط من النفاذ إلى نفس الإنسان ومزاجه، وأن يبقى على مستوى عقله ووعيه. وهذا الأمر ليس بالأمر الهين بطبيعة الحال، فليس من السهل أن يكون هناك نمر يترصدنا في الأعلى وهاوية سحيقة في الأسفل وفأر يقرض الغصن الذي نتعلق به، وأن نجد مزاجاً لتناول التوت، لكن الحقيقة هي أن القلق من المستقبل، الذي قد يبدو محتوماً أو صعباً، لن يغير من شكله شيئاً، والاستمتاع بجمال اللحظة الحالية والعيش فيها بأقصى متعة ممكنة هو الأصوب، لو نحن نظرنا بتجرد إلى هذه الحقيقة.

عندما تتكالب عليك الضغوط وتعتريك الهموم فلا تسمح للدنيا أن تراك مهزوماً، بل تأنق وارتدِ أجمل ابتسامة، وثق برحمة الله، واخرج عليها!

 ان من يمتلكون مهارات التواصل الإنساني او «الذكاء الوجداني» هم اكثر شهرة ونجاحا في أعمالهم من أولئك الذين يمتلكون المعرفة العلمية والبحثية فقط. فلا يكفي أن يكون طبيبا جدا لينجح إنما هو بحاجة قبل ذلك أن يكون “إنساناً أكثر ” وذات الأمر ينسحب على كل مجال .

أننا نكسب من علاقاتنا الاجتماعية أكثر بكثير مما نكتسبه من شيفراتنا الوراثية،أو على الأقل ما لايقل عنه، وما نكتسبه لايتوقف عند حدود الطباع والسلوكيات بل يتجاوز ذلك إلى صعيد السعادة والاستقرار التفسي والصحة الفسيولوجية، لهذا فلينتبه كل واحد منا لمن يصادق لأنه يصح الآن أن أقول :صديقك طبيبك !

كثيرة هي المفاهيم والعادات التي يعتنقها ويتداولها الناس كمسلمات،بل يذهب بعضهم إلى أكثر من ذلك ،فيتمسكون بها إلى حد الدفاع عنها وربما الاستماتة لأجلها .ولايقتصر الأمر في هذا المجال على الدين ففي إطار الطب والصحة ،اعتقادات موروثة تبقى مفاهيم سائدة رغم ثبوت عدم صحتها مثل ان إبرة التخدير التي تعطى في الظهر تسبب الشلل وقول إن حواس الإنسان خمس .

(من رأى مصائب الناس هانت عليه مصيبته ) مقولة صادقة ،لكن كثيراً من الناس يمارسونها بشكل فج، فيندمجون في تتبع العثرات والزلات والبحث عن السقطات . وإن لم تكتمل أمامهم الصورة المثيرة غلبوا سوء الظن فأكملوها من خيالاتهم على المحمل السلبي دائماً.

 يجب ألا يغيب عن أذهاننا أبدًا أن كثيرًا من البشر من حولنا هم كالقدور المغلقة التي تغلي بما فيها من أفكار ومشاعر وإحساسات. قدور مغلقة تشتعل بنفسها طوال الوقت في انتظار لحظة للتنفيس، وكلما تأخرت تلك اللحظة زاد غليانها لتصير أقرب للانفجار. ليتنا ندرك ذلك فننصت أكثر لمن نحب ومن يهمنا أمرهم، ننصت لهم ونعطيهم فرصة للتعبير حتى نشعرهم بتقديرنا لهم، وإدراكنا العميق لأهمية وجودهم في حياتنا.

كل واحد منا بحاجة إلى أن يقهر تردده في مواجهة تحديات حياته واحلامه ، وقصارى مايتطلبه الأمر ، فكرة مميزة ورؤية واضحة وخطة جيدة وتوظيف رشيد للموارد المتاحة.

كثير من الناس يعيشون الرتابة والملل ،إما في وظائفهم وإما في حياتهم الاجتماعية وإما حتى في علاقاتهم الشخصية والأسرية لكنهم لايمتلكون الشجاعة التي تحلت بها أنغريد حين قررت أن تترك سلك التعليم وتتجه إلى ماتحبه حقاً بعدما اكتشفت أنها في الطريق الذي لايلائمها.

من ظن واهماً أن السعادة كامنة في رضا الناس على حساب دينه أغضب ربّ الناس وكانت سعادته باباً سريعاً لسخط الناس عليه، ومن ابتغى السعادة برضا الله فإنه سعيد لا محالة في الدنيا والآخرة، وسيجد حلاوة الإيمان ولذة الطاعة في شغاف قلبه وطيات نفسه.

هناك فرق جوهري بين أن تنبع السعادة من داخل الإنسان وفقاً لمنظومة أفكاره وقناعاته وأفعاله الناتجة عنها، وأن يظل منتظراً لها على أمل أن تأتيه من الخارج بواسطة مخلوق آخر، كائناً من كان أو ما كان، لهذا يخطئ الواحد منا كثيراً عندما يبحث عن السعادة خارج نفسه، وبالأخص عند من لا يملك أن يعطيها له على كل حال.

لم يصل الناجحون إلى القمة إلا بعدما بذلوا أقصى مالديهم،وسلكوا أفضل السبل، ودربوا أنفسهم على النهوض مجدداً بعد كل عثرة خلال صعودهم نحو قمة النجاح. لقد كان بإمكانهم أن ينسحبوا ويغادروا طريق التحديات الذي يسيرون فيه قانعين بالقليل كما يفعل سائر الناس ولكنهم لم يفعلوا،بل أصروا على الاستمرار والمثابرة.

تحيتي لكل المتعالين على آلامهم وهمومهم، أولئك الرائعين الراقصين تحت المطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *