الرئيسية / مقالات / سكلر …. هل لي بزوجة؟ .. للكاتب علي محمد آل عيد

سكلر …. هل لي بزوجة؟ .. للكاتب علي محمد آل عيد

قال تعالى : (وَمِنْ ءَايَـتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَ‌جًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَ‌لِكَ لأيات لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم – (الآية ٢١)
الحمد لله والشكر له على نعمه كلها الحمد لله من قبل ومن بعد
الحمد لله على تكريمه لنا عن بقية المخلوقات بنعمة العقل. وحفظنا عن حياة البهيمية بنعمة الزواج. فقد فطر الله عباده بفطرة الميل للجنس الآخر ، واقتضت حكمته أن يميل الذكر للأنثى والأنثى للذكر ؛ لذا شرع له الزواج وجعله آية من آياته التي لا تعد ولا تحصى..
فبمجرد أن يصل الشاب إلى سن الزواج ويرى في نفسه الإستعداد تبدأ رحلة البحث عن زوجة له ليكمل معها بقية حياته فتكون أنسًا له وطمأنينة واستقرارًا لروحه قبل جسده.

ولكن ..
قد تطول فترة البحث حتى أنها قد تصل لسنوات، وخاصة ممن يحملون تاريخًا بمرض وراثي. وبما أني من هذه الفئة أحببت أن أشارككم ما بقلبي وأبوح لكم بما يختلج في صدري من حزن شديد على من هم أمثالي ممن عرقل المرض زواجهم. وحديثي هذا سأتناوله في نقطتين.

النقطة الأولى : المنطقة وأمراض الدم الوراثية.
لا يخفى على الكثيرين بأن المنطقة الشرقية هي من أكثر المناطق إصابة بأمراض الدم الوراثية لاسيما منطقة القطيف بشكلٍ عام. ومع ذلك لم يكن هذا عائقا لي في يومٍ ما سواء في سنوات حياتي داخل البلاد أوخارجها أو في مجال عملي على الإطلاق لكن مع مرور السنوات وجدت أغلبية الناس تنفر من هذه الفئة وتتخوف منها وتغلق أبواب الزواج عنهم .
ففي مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة عندما يتقدم الشاب لخطبة الفتاة دائمًا ما تبدأ الخطبة بالسؤال عن المتقدم عن سلوكياته وأخلاقه ، تدينه، عمله وسكنه إلى آخره. وهو حق من حقوق الفتاة كما هو حق للشاب وبمجرد السؤال عن الحالة الصحية لأحدهما حتى تجد استنفارًا ورفضًا مبدئيًا وقد يكونه سببه عدم فهم الطرف الآخر إما جهلاً أو فهماً لمعلومة خاطئة بأن مصابو هذه الأمراض، صعب التعايش معهم وذلك لتكرار زيارتهم للمستشفيات وهم الأقرب من غيرهم للموت متناسين أن الأقدار بيد ورحمة الله. لذا يجب أن نفهم بأنهم ليسوا حدثًا طارئاً في مناطقنا، بل هم متعايشون كغيرهم ويحبون الحياة.

النقطة الثانية : المعلومة الخطأ والرفض.
الكثير منا مر بتجربة الإجابة على أسئلة بعض العوائل سواء كان السؤال عن الشاب أو الفتاة . ولكن حديثي هنا عن هذه الفئة التي لطالما ظُلمت كثيرًا عند الإجابة. يعلم الكثير منكم بأن المسؤولية الكبرى ليست في معرفة هذا الشخص لذلك الشخص. وإنما المأساة الكبرى عندما يجاب السائل بإجابة بعيدة كلياً عن الحقيقة مما يعرضه للظلم ويستدعي ذلك تأخيرًا في إتمام هذه الخطبة. علماً أن الدولة وضعت تحليل ماقبل الزواج لتفادي هذي الأمراض.
وحتى أقرِّبكم أكثر للواقع حين تقدم أخي للزواج وبدأ أهل الفتاة بالسؤال عنه كان من ضمن الإجابات الفادحة التي أجيبت (أن هذا البيت بيت السكلرسل ابتعدوا عنه)
لماذا !!😔
ولكني أترك لكم الحكم عليهم …..

همسة في آذانكم؛
يا من تجيبون على أسئلة الناس عندما تُسألون، كونوا على قدر المسؤولية ولا تظلموا غيركم فلا ترمي الإجابة إن لم تكن متيقنًا واعتذر عن الإجابة فهو ليس عيبًا أو غشاً. فأنت مسؤول أمام الله على ما تنطق زورًا.
قال تعالى: (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) سورة النور – (الآية ١٥)

ختامًا : أتمنى من مثقفينا الكرام سواء كانوا مشايخًا أو كتابًا بأن يطرحوا مثل هذه المواضيع التي تمس فئة ليست بالقليلة في مجتمعنا القطيفي. فهم جزء من المجتمع ومن حقهم العيش والسعادة كغيرهم .

للكاتب: علي محمد آل عيد

 

9 تعليقات

  1. مقال جميل جداً ، وكل الشكر للاخ علي على المقال الاكثر من رائع. الحمدلله يوم عن يوم نكتشف مواهب جديدة في بلدتنا الغالية . ولكن لدي سؤال للأخ علي ( هل يحق لي قول كل ما اعرفه ) ام اتقاضى عن شيء مثل المرض المذكور ابعدنا الله واياكم من جميع الامراض. وصل الله على محمد وآل محمد .

  2. صح كلامك المرض لا عيب ولا حرام وفيه ناس ماترحم بس على شان تخرب على الشخص الحمد لله انا اختي متزوجه واحد معاه سكلسل وبنسبه عالية وماضر حياتهم
    والله يرزق اخوك ف بنت الحلال عن قريب يارب

  3. اتفق معاك اخي ابو حسن فيما كتبت والآيه الكريمة من سورة النور "وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " تختصر المقال
    بانتظار المزيد من كتاباتك

  4. أحسنتم وبارك الله فيكم، فعلا نجد هذا الظلم للجانبين سواء من الذكور أو الاناث، الموضوع شائك وبه عدة أوجه ..
    وفقكم الله وسدد خطاكم عزيزي أبا حسن ودمتم بخير

  5. مشكور أخ علي على هالمقال بس عندي تعليق اي انسان يسأل عن شخص الزواج يعني حطني مكان ثقه اني أعطيه الاجابه الصحيحه والمرض مو عيب ضروري أعطي الشخص السائل عن أخلاق وصفات الشخص وحتى عن مرضه وله الاحقيه بالرفض أو الإيجاب وكثير من الأزواج وخصوصا في منطقتتا حصل طلاق بسبب هدا ناس تسأل بس ماتقول هالشخص فيه صرع فيه مريض نفسي ونقول مانبي نخرب على احد بعدين يحصل طلاق ويجي الشخص يعاتب ليش ماقلتوا انه فيه انتوا السبب احنا علينا نقول لهم عن الشخص وحتى عن مرضه لأن المرض ماعمره عاب الشخص وهم لهم الحريه انهم يوافقون عليه لو لا وبالتوفيق للجميع أن شاء الله

    • عذرًا أختي لا أتفق معك في الاخبار عن المرض فأنا فقط مسؤول بالإجابة عن سمعة الشاب وأخلاقه ولكن المرض لست مكلفًا به فأنا لست من ذوي الاختصاص حتى أتكلم عن المرض فقد يكون مرض الشاب والشابة بسيط وبإجابتي قد أضخمه وبالتالي أكون سببًا للرفض 😔 قال تعالى: (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) سورة النور – (الآية ١٥)

  6. لائذة باب عليٌ

    فعلاً موضوع شائك لا يعيه إلا من مسه الضّر، لا أعلم ما الهدف من “قطع الرزق” وهذا هو بالفعل مايحدث في زمن أصبح الكل يستطيع أن يدلي بدلوه دون مراعاة لوقعها على حياة الآخرين، وثمارها السيئة التي سيتناولها الجميع.

    حين يتم سؤالكَ فهنا أنت شخص مسؤول عن إعطاء الإجابة بشكلها الصحيح وليس بتخبيثها بشكل نصح!
    ليس بالتنقيب والحفر في الجد السابع والعم العاشر، فقط لإيجاد ثغرة تؤكد اجابتك!
    أتعجب حقيقة ممن يتلبسون بلباس ( وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ) وهم بعيدون عنه، وبهم من العيوب ما الله به عليم.

    المرض ليس عيبًا وقامت دولتنا بوضع “فحص ماقبل الزواج” ليكن الجميع على علم بما سيقدمون عليه، علِما إنه قد تأتي أمراض ليست بموروثة عقيب الزواج، فهل أنتم قادرون على منع المرض او الحفاظ على سلامة الأبدان.
    لربما يسقط الإنسان ميتا بدون مرض يمسّه، ولا شأن للمرض بموته، فلا تقطعوا النصيب فقط لأنكم وضعتم بموضع المُجيب.

    ما أصابكَ من همّ وأخيك، أصاب غيركم الكثير ، ولا أعلم لِمَ صمت الجميع.

    لا أعلم لِمَ تغلقون الأبواب وتحجبون الضمائر، حين يتقدم شاب لخطبة فتاة فهو يريد أن يعف نفسه، وحين تقلع بكلمتك أُسس ناشئة فأنت ستؤدي بهذا الشخص للوقوع في المحظور لحرمانه من الحلال.
    لا تهدموا غيركم بكلمة اريد بها فساد وهي بعيدة كل البعد عن الصحة، تقدمنا لاخوتي منذ سنوات وكلما نتقدم لا نحصد الا الرفض، اكثر من تسع سنين ونحن على هذا المنوال.
    والمبكي المضحك في آن واحد إنه في كل مرة يٰسأل ذات الشخص عن إخوتي، والإجابة المجهولة هي ذاتها مما يمنع الرزق.
    سؤالي ألا ترى أنتَ المجيب أنك تدمر حياة شخص يسعى لإنشاء بيت واسرة وكيان؟!
    ألم يكفك مافعلت طيلة هذه السنوات، حتّام ستصلح من سوء إجابتك، وما تحويه من مغالطات ومن وقع سيء على حياة الآخرين؟!

    في كل مرة تأتي الأجابة بالرفض “المتوقع” أتمنى أن أُحيط علما بالأجابة فلربما معرفتها تهديء السيل من الأسئلة الجارفة، لِمَ ، ومِمَ، وكيف، ولربما.

    سؤالي كيف يصدق أهل الخاطبة كلام الآخرين دون البحث والتنقيب، فلربما هذا الشخص كانت “شهادته” من غيضّه، لربما كانت لخلاف بينه وبين هذا الشخص فوضع بهِ ما وضع؟!

    الأذى النفسي أشد من الأذى الجسدي، فذاك سيختفي بعد مداواة، ولكن حين تؤذي شخص لدرجة الألم النفسي فأنتم محاسب أمام الله على كلمة حق (بنظركَ) أُريد بها باطل.
    أنت محاسب على كلمتك، ومحاسب على قطع رزق الآخرين

    عن الإمام موسى بن جعفر (عليه ‌السلام) قال : ثلاثة يستظلون بظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلاّ ظله، رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سراً .

    حين لا يكن بالشخص عيب وتضع بهِ ماليس فيه فثق أنك قد شهدت شهادة زور، وحين تبحث عن عيوب وتضعها فقط لتريح ضميركَ فهذهِ أرضكَ وهذا حرثكَ، وهذا زرعكَ الذي زرعته بنفسكَ وستحصده في يوم لا ينفع مالا ولا بنون.
    أسأل الله أن يكن هذا الموضوع بادرة توعية لمن اغلقوا ضمائرهم وسرحوا ألسنتهم في الظلم .
    أعتذر للإطالة (غيض من فيض)

  7. علي محمد ال عيد

    شكراً لمن اضاف تعليقا. اما بالنسبة ل عليواتي و ام علي للتوضيح فقط.
    أعزائي عليواتي وام علي: لم اقل في مقالي من الفِ الى ياهِ انه لا يحق لك او لغيرك ان لا تجيب على اسئلة السائل. وإنما ان تكون الاجابة بقدر مافي الشخص الذي يُسئل عنه. هل توافق مثلا على اجابات البعض " عندما يقال ان هذا الشاب او الشابة يوماً في بيته او بيتها وشهرًا في المستشفى". علما ان معظم عوائل المصابين، قبل خوضهم غمار هذا المعترك لأبنائهم يصُرحون بما لدى الشاب او الشابه من امراض للطرف الاخر. كي يتفادون من البداية الفترة التي يحتاجها الطرف الاخر للتفكير. عوائل هذه الفئة ليسوا ليبيعوا او يشتروا بضاعة تالفة لتكرار اخطاء الماضي ، وإنما لبناء مجتمع صغير لأبناهم وبناتهم لا تشوبه هذه الامراض. فقط البسو يوما ما ثوبهم لتلامسوا شعورهم.

  8. مجتمعنا يعاني من الانانية وعدم حب الخير للغير والعاقل يعرف انه لا يوجد انسان لا يمرض ولا يوجد انسان ولد بورقة ضمان عدم المرض طول حياته يعني الشخص السليم يضمن ان الله ما يبلاه بمرض، لكن مرضى فقر الدم المنجلي (السكلس) مظلومين في المجتمع وانا اعرف بنات مؤمنات عفيفات عند رغبة اي شخص التقدم لخطبتهن وبسؤال المقربين منهم يتم الرد على الخاطب ماننصحك تخطبهم هم متربيات ومؤمنات وماعليهم كلام لكن ما يظلوا في البيت كثر ما يظلوا في المستشفى على انهم جامعيات وموظفات (يعني بالعقل لو كلامهم صحيح كيف قدروا يدرسوا ويتفوقوا ويوصلوا للجامعة و ويتوظفوا ما اظن فيه جامعات تقبل ناس ما تداوم ولاشركات توظف احد يغيب طول السنة) بس حسبي الله ونعم الوكيل على قطاعين الارزاق للشباب والبنات (نصيحة للشباب اذا كنت ناوي تخطب او البنت اذا خطبك شخص من بيت اجاويد لاتترددوا ولعلهم افضل من الف شخص سليم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *