الرئيسية / المجتمع / الفقد الأليم .. للكاتب الأستاذ حسين راضي آل قنبر

الفقد الأليم .. للكاتب الأستاذ حسين راضي آل قنبر

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، قال الله تعالى :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة:156)

ببالغ الحزنِ والأسى ، وعميق الحسرة والألم ، فاجأني خبر رحيل الوالد العزيز الوجيه الحاج / مبارك حسن الفضل (أبو ناصر)

ذلك الوجه الوفيّ الذي ما غاب عن كلِّ فعاليات البلدة الطيِّبة بوجود أمثاله من الأخيار الأبرار .. مواصلاً سيرتَه العَطرة في دعم المناشط الخيرية على مختلف أشكالِها وأُطرِها ، بما يُملي عليه حسُّهُ المبادر للخيرات …
ذلك الوجه الذي ما انكفأ عن خدمة أهل البيت عليهم السلام حيث كرّس حياته ومايملك في سبيل الحسين عليه السلام …
ذلك الوجه الكريم الذي زان الكرم بصفاته حيث لا يعرف ماذا يقدم لك حين تزوره أو تكون على أحد مآدبه والتي هي كُثر حيث بابه مفتوح طيلة شهر رمضان المبارك يأنس بالقادمين والملبينَ دعوته لتناول الإفطار …
ذلك الوجه الوصول الحنون صاحب القلب الكبير ما إن يسمع بمريض حتى يكون أول الزائرين له والمبادرين للاطمئنان عليه ، ما إن يسمع بمناسبة سعيدة لدى أي فرد من أفراد المجتمع إلا بادره بالتهنئة …
ذلك الأب والأخ والمحب لا أنسى اتصاله لي يهنئني بقدوم حفيدتي الأولى ، كان سعيداً كأنها حفيدته …
ماذا أقول لذلك الوجه السعيد .. ولكن عزائي أنه ترك لنا أبناء ( ناصر وإخوته ) قادرين على مواصلة المسيرة التي خطها لهم والدهم المبرور

إيهِ يا أبا ناصر .. ولئن كان المصابُ جللاً ، والخطب عظيماً بفقدِك ، متعجِّلاً الرحيلَ عنّا
إلا أنَّ أياديك في شتى المناحي لسانُك الناطق ، ومُحَيَّا بسمتِكَ الأنيسة ، ورقيقُ نظرتِكَ الحانية . هي هكذا شمعاتُكَ التي أوقدتْها في بلدتِك التي ستظلُّ وفيّةً لذكراك الطيبة ، تلهجُ بثناء سيرتِك الحسنة ..
إنَّ النفس لترضى بقضاء اللهِ وبلائه ، وتحسب في كل ذلك مرضاتَه ، وليس لنا في كلِّ ذلك إلا الرضا والتسليم بحكمه وإمضائه . هذا واللهَ أسأل أن يتغمد الفقيد الغالي بوافر رحمته ، وسابغ فضله ، وأن يحشرَه مع من يتولاه من الصالحين ، محمدٍ وآله الطاهرين ، وأن يُلهِمنا وذويه الصبر والسلوان ، ويُخلِفَ عليهم بمغفرة الذنوب وقبول الأعمال ، إنه وليُّ ذلك ونعم الوكيل .

حسين راضي آل قنبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *