الرئيسية / مقالات / ادعوني أستجب لكم .. الكاتب الأستاذ: زكي الشعلة

ادعوني أستجب لكم .. الكاتب الأستاذ: زكي الشعلة

لماذا أنا أدعو ربي ولا يستجيب لي؟
كيف أعرف بأني دعائي مستجابا ومقبولا لدى رب العالمين؟
ما هي أوقات استجابة الدعاء؟ وآدابه؟
هل الدعاء له تأثير على حياتنا الطبيعية وتغيير سلوكياتنا؟
ما أثر الدعاء على أولادنا وحياتهم؟
كثير من الناس يشتكي بأن لديهم مشاكل أو مظلومين من جهة معينة أو لديهم ضغوط مالية وظروف معيشية صعبة أو يتمنون شيئا لتحقيقه في حياتهم، ويلجؤون لله سبحانه وتعالى بالتضرع والدعاء وبعدها لا يُستجاب لهم وأحيانًا تأتي الدعوة بالعكس، فكلما دعا ربه وجد نفسه في ضائقة أكثر ولا يعلم ما السبب؟ وبعدها يأتيه التردد في الدعاء وطريقته، ويأتيه التساؤل لماذا يحدث لي هذا وأنا أتضرع لله عز وجل وأدعوه بإخلاص ونية صادقة؟ والله سبحانه وتعالى أخذ على نفسه عهدا باستجابة دعاء العبد إذا دعاه، حيث قال الله تعالى في محكم آياته: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر60] حيث أمر الله عباده بلطفه ورحمته بأن يدعوه ويتقربوا إليه بطاعته ولا يخيب رجائهم، ومن نعمه العظيمة يستجيب لعباده لما فيه من صلاح دينهم ودنياهم وآخرتهم.
الدعاء هو أحد أنواع العبادة وهو مخها، فالدعاء الخالص لله سبحانه وتعالى يصل إليه، وأحيانا يطلب العبد القاصر عن معرفة أحواله ونفسه من ربه لاستجابة دعائه وتحقيق مآربه في أمور الدنيا والآخرة، والله سبحانه وتعالى يخير له الأصلح والأفضل، فمثلا: يطلب الإنسان المريض بأن يعافيه الله عز وجل ويرزقه الصحة والعافية في ظرف زماني معين، فيتأخر الله سبحانه وتعالى بالاستجابة إليه لأمور هي خير للعبد، والعبد لا يعلم ما الخيرة والأصلح لنفسه، وإنما العلم عند ربه عن أحوال حياته في دنياه وآخرته، فيستغرب العبد فيقول في نفسه: ما لي أدعو ربي ولا يستجيب لي، ما لي أتوجه إليه فيعرض عني، ما لي أتضرع إليه فلا يرحمني، مالي أسأله فلا يعطيني. وعلمي بأن ربي كريمٌ، رحيمٌ، عطوفٌ، جميلٌ، جليلٌ، وكل الصفات والأسماء الحسنى عنده. فابحث عن السبب.
الدعاء لغة: النداء والاستدعاء، واصطلاحا: طلب الأدنى للفعل من الأعلى على جهة الخضوع والاستكانة. فدعاء العبد وهو الأدنى لربه الأعلى لقضاء حوائجه محسنا ظنه بالله عز وجل لم لديه، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الحث على الدعاء والالحاح فيه من المؤمنين لرب العباد، حيث قال الله تعالى في محكم آياته في سورة البقرة آية 186: ﴿إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ وتدل الآية الكريمة بأن الله سبحانه وتعالى قريب من عباده ويسمع دعائهم ونجواهم ويستجيب لهم، وفي السيرة النبوية: قال رسول الله ﷺ: «ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء» وكثيرة هي الروايات التي تحث على الدعاء وأنه يدفع البلاء ويدر الرزق، وينقذ الإنسان من مشاكله ويخرجه من همومه ويقضي حاجته، ويبعده من السوء: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ «النمل62».
لكي يستجيب ربي دعائي فلا بد من أمور:
1/ حسن الظن بالله بأنه تعالى بأنه يسمعك ويستجيب لدعوتك ويقضي حاجتك ولو حتى بعد حين.
2/ الالحاح على رب العباد بالدعاء والتضرع إليه بخشوع وبكاء وحرقة قلب ودمعة العين.
3/ تمني الخير لنفسك ولغيرك، وعدم الدعاء بالإساءة على الآخرين حتى لا تعود الدعوة عليك إذا كان مظلوما.
4/ اعلم يقينا بأن تأخير الاستجابة لصالحك، ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ «النساء 79»
5/ ادعوا ربكم بحضور أطفالكم بقلوبهم الطاهرة والبريئة فيستجيب لكم. وليتعلموا منكم أيضا التضرع والدعاء.
6/ اختيار الوقت المناسب لساعة استجابة الدعاء: بعد صلاة الفجر، وساعات السحر، آخر ساعة يوم الجمعة، قبل إفطار الصائمين، ليلة الجمعة ونهارها، عقب قراءة القرآن، بين الأذان والإقامة، ليلة القدر، ليلة النصف من شعبان، أول ليلة من رجب، ليلتي العيد، يوم عرفة، وعند هبوب الرياح، وزوال الشمس، ونزول المطر، وكلما كانت في الأماكن المقدسة كانت الاستجابة أسرع.
7/ دعاء المؤمن في ظهر الغيب، ادعوا لبعضكم البعض ولأبنائكم وأقربائكم وأحبابكم وأفراد مجتمعكم وللأمة الإسلامية بالخير ليعود عليكم.
8/ صفاء القلب ونية المرء خير من عمله، فأحسنوا النيات والمقاصد.
9/ احذروا من دعوة المظلوم، واتقوا دعوة الوالدين، فلنكن معهم في الخير دائما.
10/ طهارة المأكل والمشرب واستقامة السلوك وطيب المكسب من عوامل استجابة الدعاء.
دمتم بخير ونسألكم الدعاء
سؤال التحدي الأسبوعي:قطع أحمد 25% من السباق بدراجته في 8 دقائق، إذا استمر بنفس السرعة، بعد كم دقيقة ينهي السباق؟
أ. 32
ب. 24
ج. 20
د. 16

جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: المكية 86، المدنية 28

الكاتب الأستاذ: زكي الشعلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *