الرئيسية / منوعات / ماذا بعد … مدخن رغم أنفي!

ماذا بعد … مدخن رغم أنفي!

كثيرا ما نسمع لفظ “التدخين السلبي” والذي يعرف بين العامة بتعرض غير المدخنين إلى دخان السجائر، وأنا أكيد من أن كل من المدخن ومن حوله من غير المدخنين يعتقد بضرر التدخين السلبي …
ولكنني سأذكر بعض التفاصيل التي قد تكون مفاجأة بالنسبة للبعض ….. إن التدخين السلبي ما هو إلا الوجه الآخر للتدخين المباشر أو النشط الذي يمارسه المدخن نفسه، فهو لا يقل ضررا عنه بل يساويه تماماً…. ولك هذه الحقائق والمعلومات التي تؤيد ما أقول:
أثناء عملية تدخين السيجارة يتطاير الدخان من ثلاثة مصادر رئيسية:
1⃣ دخان التيار الرئيسي: وهو الدخان المستنشق مباشرة من الفم إلى رئتي المدخن خلال تدخين السجائر.
2⃣ دخان التيار الجانبي: وهو الدخان الذي ينتشر في الهواء من طرف السيجارة المشتعلة.
3⃣ زفير دخان التيار الرئيسي: وهو الدخان الخارج من رئة المدخن بعد استنشاق دخان التيار الرئيسي.
ويتعرض المحيطين بالمدخن للدخان المتواجد بينهم والناتج من التدخين النشط، ويتألف هذا الدخان من زفير دخان التيار الرئيسي ودخان التيار الجانبي، بالإضافة لكميات قليلة من دخان التيار الرئيسي الخارج من بين شفتي المدخن اثناء استنشاقه.
وهنا قد يطرح السؤال التالي:
🔴 هل يوجد أي اختلاف بين أنواع الدخان الناتج من السيجارة؟
بكل تأكيد نعم !! فرغم تشابه المكونات الكيميائية الضارة في التقسيمات الثلاث لدخان السجائر إلا أن كمياتها ونسبها تختلف، فدخان التيار الجانبي يحوي على بعض المواد السامة بما يزيد عن بـــ 10 أضعاف تلك الموجودة في دخان التيار الرئيسي، ويعود ذلك لعدد من العوامل:
▫تباين درجة حرارة احتراق التبغ: فدخان التيار الرئيسي ينتج مع استنشاق المدخن الذي يسبب تياراً هوائياً يؤدي لزيادة درجة حرارة الاشتعال في طرف السيجارة فتصل إلى قرابة 850 درجة مئوية، في حين أن تيار الدخان الجانبي يحدث في درجة حرارة أقل (600 درجة مئوية) مما يؤدي إلى احتراق أقل لمكونات التبغ مما يحافظ على سمية أعلى.
▫تصميم السيجارة:
وجود المرشح من عدمه وعدد من فتحات التهوية في المصفاة المكونة للسيجارة) وجميع هذه العوامل
▫ مقدار ومدة الاستنشاق.
▫المدة الفاصلة بين كل استنشاق.
كل هذه العوامل تؤثر على دخان التيار الرئيسي وتقلل كمية المواد الضارة عبر زيادة احتراقها أو التعرض إليها، ولكنها لا تؤثر على دخان التيار الجانبي مما يجعله أكثر ضررا وخطورة ‼
وقد يرى البعض أنه يقوم بعدد من الإجراءات للتقليل من وطأة هذه الأفة من خلال التدخين في أماكن معينة خارج المنزل أو في السيارة أو ربما في غرفة خاصة، كما يضيف البعض أنه يقوم باستخدام هوايات خاصة لتهوية المكان، لكنها أوهام في الحقيقة، كمن لا يرى من جبل الجليد سوى قمته التي تطفو على سطح الماء، فالدخان السلبي في البيئة المغلقة يبقى لفترة طويلة بعد أن ينطلق إلى الهواء، وتبين الأبحاث أن حوالي نصف جسيمات الدخان السلبي تبقى محمولة في الجو بعد خمس إلى ست ساعات من ولادته، وبالرغم من أن مكونات التدخين السلبي من غازات وجسيمات تطرأ عليها عدد من التغيرات الفيزيائية والكيميائية بفعل أشعة الشمس والرطوبة والتفاعل مع الملوثات الأخرى، إلا أن معظمها تظل موجودة بشكل صغير جداً، مما يجعل احتمال الإصابة بالسمية وارداً. ولا يقتصر الضرر على الاستنشاق بل أنه يشمل ملامسة بقايا السجائر من دخان وما يحويه من مركبات متخلفة. كما أنه يصعب ازالة هذا النوع من الدخان من الأسطح خصوصا بعض أنواع الأثاث كالكنب والسجاد، ولا تعتبر كل من تهوية المكان واستخدام الفلاتر والمكيفات وغيرها وسيلة فاعلة للتخلص من هذه الرواسب الضارة
وقد استحسن علمياً التعبير عن التدخين السلبي بمصطلح “التدخين القسري” فمن يتعرض لهذا النوع من التدخين مدخن في حال كان وجوده بالمكان باختياره أو رغم أنفه.
وأختم مقالي برسالة لعزيزي المدخن: أن لم تكن صحتك من أولياتك فهنالك من يجدها من أولوياته وفي نفس الوقت يوجد من يفقد صحته بسببك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *