الرئيسية / مقالات / جدد وأبدع لتطير من السعادة

جدد وأبدع لتطير من السعادة

كل الطرق تؤدي إلى السعادة، مثلما هو معروف في المقولة المشهورة بأن كل الطرق تؤدي إلى روما. لا تتوقف أو تنغلق محدودية الطرق المفضية إلى السعادة. بعضنا تجعله ممارسة الرياضة أو متابعتها إلى السعادة، البعض يتناغم مع موسيقى فتأخذه للسعادة، البعض يحلو له الرقص مع فرشات الرسم فيحلق معها لعالم يُسعده بلا حدود، بعض من البشر يستمتع بالإبحار في المعارف والعلوم بلا سقف يوقفه بسعادة منقطعة النظير، آخرون تحلو لهم الخلوة مع النفس بعيداً عن الناس بلذة كبيرة، البعض يستهويهم الطعام والأكل ويتفنن في أنواعه ومذاقاته، وهناك من يستهويه الإجتماع إلى الناس والجلوس معهم، وهناك من يحب السفر والتعرف على البلدان وشعوبها ومعارفها….إلخ.

كل طريق من هذه الطرق لا يمكن الاستمتاع به والإحساس بلذته دون بعض العناء. هو العناء اللذيذ، فبالرغم من العناء إلا أن صاحب الأمر يستمتع به. فمن تستهويه سباحة البحر وبرك السباحة، لا شك أنه يبذل جهداً غير قليل، يتعب، وكلما زادت رغبته، وارتفع طموحه في تطوير السباحة احتاج إلى بذل مجهود أكثر ووقت أطول في التدريب المتتالي. وبذلك هو يجدد الرغبة ويطورها، ويهيء نفسه لمجهود أكبر ووقت أطول. هنا تصبح لديه عملية التجديد وضع مستمر، والتجديد ميزة طريق السعداء. وكل تجديد في الرغبة بحاجة إلى نجاح، وهو أمر لا يتحقق إلا بالمزيد من العطاء. يقول المثل الأمريكي: النجاحُ سُلم لا تستطيع تسلقه ويداك في جيبك.

وكل طريق بالإضافة إلى الجهد المطلوب ليكون الطريق مغموراً بالسعادة، بحاجة أيضاً إلى الإبداع. وكلما زادت وتنوعت ابداعات الشخص كلما ارتفع منسوب الفرح والسعادة مع إنجازه لكل خطوة في الطريق.   فالتجديد في طريق السعادة يصنع إنقلاباً نفسياً وذهنياً فيتحول المرء إلى الإيجابية. والإيجابية تهيء الإنسان للإبداع. فالتجديد يأتي بالإيجابية، والإيجابية تأتي بالإبداع.

البداية بالتجديد الذي هو سنة طبيعية حتى داخل جسم الإنسان نفسه، إذ يتجدد كل عضو من البدن بشكل مستمر. فيجدد الجلد ذاته مرة في الشهر، أما المعدة فتنظف ذاتها مرة كل خمسة أيام، والكبد يقوم بذلك مرة كل ستة أسابيع، والهيكل العظمي مرة كل ثلاثة أشهر. بالنسبة للعين المجردة، تظهر هذه الأعضاء على نفس الشكل والهيئة من لحظة إلى أخرى. ومع نهاية هذه السنة، سوف تفسح ثمان وتسعون بالمائة من خلايا جسدك المكان لخلايا جديدة. لذلك نجد إمكانيات الإنسان، بهذه العملية من التجديد المستمر، قادرة على الإبداع المتنوع الصادر من كل عضو في الجسد. وهذا ما عناه عالم الإنسانيات والفيلسوف الفرنسي بول فولكيي في حديثه عن أصابع الفنان التشكيلي بشكل عام، حيث قال: صحيح قد دأبت الأصابع على عادة الارتخاء، لكن أصابع الرسام تتميز بفضيلة الإلهام، حقاً لليد سعادات، إنها تنجح في القيام باكتشافات نفيسة”.

في المقطع المرفق إيضاحات جميلة تنير زوايا من الموضوع

“عيسى عساف – أسرار السعادة – تطوير ذات” للمشاهدة اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *